• صاحب المنشور: إلهام بوهلال
  
  ملخص النقاش:
  

  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولا كبيرا بسبب تزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي. هذه المنصات التي كانت في يوم ما أدوات للتوصل والتعلم والتواصل، باتت الآن تشكل جزءا لا يتجزأ من حياة الشباب اليومية. ولكن هل هذا الاستخدام المنتشر له آثار جانبية صحية نفسية؟ الدراسات الحديثة تقدم دلائل مقلقة حول كيف يمكن لهذه الشبكات التأثير سلبيًا على الرفاه النفسي للمستخدمين الشباب.

الأثر السلبي المحتمل

إحدى المخاطر الرئيسية هي المقارنة غير الصحية. يواجه المستخدمون الشباب باستمرار صور مثالية ومبالغ فيها للحياة على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا قد يؤدي إلى شعورهم الدائم بعدم الكفاية أو القصور مقارنة بأقرانهم الذين يبدو أن حياتهم أكثر نجاحاً وتفوقاً. دراسة أجرتها جامعة هارفارد وجدت أن الشعور بالوحدة والقلق المتزايد مرتبط بكثرة الوقت الذي يقضيه مستخدمي سن اليأس بين الـ18 حتى الـ22 عاما على وسائل التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، يساهم التنمر الرقمي عبر الإنترنت في زيادة الضغط النفسي لدى الشباب. وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، أكثر من ثلثي الطلاب في المدارس الثانوية البريطانية ذكروا تعرضهم للتنمر الإلكتروني مرات عديدة خلال سنة واحدة مما ترك تأثيرات طويلة الأمد عليهم وعلى صحتهم النفسية.

الحلول المحتملة

مع تفشي المشاكل المرتبطة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، أصبح واضحا الحاجة الملحة لإيجاد حلول فعالة لحماية الصحة العقلية للأجيال الشابة:

• التوعية: تعليم الأطفال والمراهقين حول مخاطر وأساليب التعامل مع التنمر الرقمي وكيفية عدم الوقوع ضحية لمقارنات وهمية غير حقيقية
• التنظيم الذاتي: تشجيع وضع حدود واضحة للاستخدام، تحديد أوقات محددة للولوج واستخدام بعض التطبيقات التي تساعد في مراقبة الوقت المستعمل عليها
• الدعم الأسري: خلق بيئة عائلية تحترم خصوصيات كل فرد وتعزز قيمة العلاقات الشخصية بدلاً من تلك الافتراضية

بناء مجتمع رقمي آمن وصحي يستوجب جهود مشتركة من جميع الجهات المعنية – سواء الحكومات، المؤسسات التعليمية، الآباء والأمهات والشركات المطورة لهذه التقنيات نفسها - وذلك من أجل تحقيق توازن أفضل بين فوائد عالمنا الرقمي وآثارِهَ المضرة.