- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
### مقدمة:
مع تطور التكنولوجيا الرقمية بسرعة فائقة خلال العقود الأخيرة، أثرت هذه الثورة التقنية بشكل عميق على مختلف جوانب حياة البشر اليومية. خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية والأسرة، فقد أدى هذا التحول إلى تغيرات جذرية لم تكن متوقعة سابقاً. يهدف هذا المقال لاستكشاف كيف غيرت وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية وغيرها من الأدوات الرقمية طبيعة العلاقات داخل الأسرة في المجتمع الحديث.
تأثير الإنترنت وأدوات الاتصال الحديثة على وقت اللقاءات العائلية:
إن الانشغال المستمر بالأجهزة الإلكترونية قد قلل بشكل كبير من الوقت الذي تقضيه العائلات مع بعضها البعض. بات أفراد المنزل يستخدمون هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم لساعات طويلة كل يوم، مما يؤدي غالباً لإهمال الجلسات الحوارية المفتوحة والمشاركة الفعالة أثناء وجبات الطعام أو المساءات العائلية. بالإضافة لذلك فإن قدرة الأفراد الآنعلى الوصول إلى شبكة واسعة ومتنوعة للمعلومات والمعرفة عبر الأنترنت أدى لزيادة فرص التأثر بأراء خارجية وقد تتعارض تلك الآراء مع القيم الثقافية والدينية الخاصة بالبيت الواحد.
دور مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتنقلة:
زاد انتشار استخدام الشبكات الإجتماعية مثل الفيسبوك وانستغرام وتويتر، وكذلك شعبية التطبيقات الأخرى كـ WhatsApp وSnapchat، من الاحتمالات الجديدة لتواصل الأشخاص الذين تربط بينهم علاقة عائلية حتى وإن كانوا بعيدين جغرافياً. لكن بالمقابل فقد خلق أيضا بيئة افتراضية يمكن أن تتسبب بحواجز حقيقية أمامcommunication فعلي face to face .كما أنها تشكل تهديدا محتمل لبنية الأسرة بسبب احتمالية التعرض المحتملة للأذى نتيجة الاستخدام الغير مسؤل لهذه المنصات.
أهمية توازن استخدام الوسائط الرقمية:
يتطلب تحقيق توافق اجتماعي مستدام وسط عالم رقمي ناشئ تحديد حدود واضحة واستراتيجيات محددة لكيفية دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضمن الحياة اليومية للعائلة. ومن الأمثلة العملية ذلك أنه بالإمكان تعيين فترات زمنية منتظمة حيث يتم جمع كافة الأعضاء حول الطاولة بدون أي وجود لأجهزة إلكترونية. وفي حالات أخرى، ربما تكون مشاركة أعضاء العائلة في نشاط مشترك مدروس لمدة قصيرة باستخدام جهاز واحد أمر مفيد ومحبب للجميع. إن مفتاح نجاح هذا النهج يكمن أساسا في فهم مدى حاجتنا لأن نكون أكثر وعي بمخاطر وفرص العالم الرقمي المعاصر.
