- صاحب المنشور: بيان الراضي
ملخص النقاش:
تواجه علاقة الفن بالإسلام طوال تاريخها جوانب مختلفة من الفهم والتطبيق. بينما يعتبر بعض المسلمين أن كل أشكال الفن حرام بناءً على تأويل معين لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، يرى آخرون أنه يمكن تحقيق التناغم بين الإيمان والابتكار الفني. هذا الموضوع المعقد يتطلب تحليلاً متعمقاً لفهمه بشكل صحيح.
في الثقافات الإسلامية التاريخية، كان هناك إنتاج واسع ومتنوع للفنون التي تجسد القيم الدينية والأخلاقية. الجداريات والمعمار الإسلامي، التصوير بالحرف العربي "الخط"، الموسيقى والكثير من الأعمال الأدبية والفنية الأخرى كانت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للمسلمين عبر العصور. هذه الأشكال الفنية غالباً ما تعرض مواضيع روحانية وتنقل رسائل إيمانية بطريقة جمالية مبتكرة.
لكن، ظهرت وجهات نظر أكثر تشدداً خلال القرون الأكثر حداثة، مستندة إلى آراء فقهاء معروفين مثل ابن تيمية الذي اعتبر الكثير من الأعمال الفنية كفريّة لأنها قد تتسبب في التعبد لشخص أو شيء غير الله. كما تمت الإشارة إلى الحديث الشريف الذي يأمر بتدمير الصور بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كدليل على عدم قبول الإسلام للأعمال الفنية ذات مضامين مادية.
مع ذلك، فإن العديد من المفسرين والمذاهب الإسلامية لم يتبنوا نفس الرأي المتشدد حول الفن. الحنفية والإباضية والسنة مثلاً أفتوا بأن العمل الفني ليس بذاته محرمًا، ولكن الشرط الأساسي هو أن تكون محتواه وأهدافه مطابقة للشريعة الإسلامية وخالية من أي تمثيل حيواني بشري خالي الرداء والذي يُسمى الرسم الكاريكاتوري أو الغائي أو الخيالي وهو ممنوع شرعا عند جمهور الفقهاء والصوفيه . أما بالنسبة للفنان نفسه، فلا يوجد دليل واضح يحظر عمله إلا إذا كان مصدر رزقه الوحيد ولا يستطيع الحصول على دخل مشروع آخر.
ومن المهم التأكيد هنا على ضرورة الفصل بين المحتوى المُراد تقديمه وبين الوسيلة المستخدمة لنشره. الاحتفاء بالجمال والحكمة والتعبير عنها باستعمال الفن ليست بالأفعال المحظورة دينيا شريطة ان لاتتعارض مع تعاليم الدين الاسلامي وأن يتم استخدام تلك الاعمال لأغراض مفيدة ومثمرة اجتماعياً وفكرياً وثقافياً وعلمياً وغيرها مما ينفع البشر وينمي عقولهم ويطور افكارهم ويتخلص منهم مالا يليق بهم كالشهوات والرذائل وما يؤدي بها الى الانحراف الأخلاقي والديني والعلمي والاجتماعي أيضاً فالفن طريق نحو حسنه وغايته الوصول لتحقيق ذلك الهدف المنشود بإذن رب العالمين جل وعلى حسب ما جاء به الكتاب العزيز والسنة المطهرة وكلام اهل العلم والثقات من امتنا لما فيه صلاح حال الامم وانفسها خاصة وان كانوا معتقدين بان اعمالهم ستكون سبب لانقاذ ذويهم واخوانهم وايصال الرسالة اليهم بأحسن صورها واشمل وسائلها المؤثرة لديهم … فهذه هي رؤيتنا كمؤمنين صادقين مخلصين قريبون لمن قربوا بعلمه وهمومه وهموم امتهم الواحدة الجامعة تحت راية كتاب ربي عزوجل وسنة نبينا المصطفى سيدنا محمد الهاشمي الهادي الأمين علية الصلاة والسلام اجمعين آمين يا ارحم الراحمين .
وفي النهاية، يبقى نقاش مسألة