- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تشهد منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط اضطراباً سياسياً واقتصادياً متزايداً، حيث تتداخل المصالح الدولية وتتعارض التوقعات الجيوسياسية. هذه المنطقة الاستراتيجية الغنية بالموارد الطبيعية وموقعها الحيوي يجعلها مسرحاً للنزاعات والصراعات بين القوى الكبرى والمجتمعات المحلية على حد سواء. يتنافس اللاعبون الدوليون - مثل تركيا، مصر، اليونان، إسرائيل، وقبرص - للحصول على مكانتهم ومصالحهم الضيقة، مما يؤدي إلى تعزيز عدم الثبات والاستقرار الإقليميين.
تعد المسائل الاقتصادية محور الصراع الرئيسي في هذا السياق. تكتشف حقول النفط والغاز الطبيعي الحديثة بالقرب من ساحل سوريا وليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط قد أثارت شهيتين جيوستراتيجيتين وعلمتين استثماريتين لدى بعض البلدان المجاورة لها. وعلى سبيل المثال، فإن المشروع المقترح لـ "EastMed" كان مخططًا لطريق نقل غاز طبيعى ماراً بمضيق البوسفور التركية تجاه أوروبا؛ وهو الأمر الذى رفضته الأخيرة باعتباره انتهاكاً لاتفاقيات دولية معترف بها عالمياً بشأن حقوق المرور عبر مياهها الإقليميه. بالإضافة لذلك، فقد أدى نزاع ترسيم الحدود البرية والبحرية حول جزيرة كريس كريت إلي حوادث بحرية مباشرة خلال العام الماضي والتي هددت بتفجر الوضع مجدداً حين اشتعلت الحرب الدائرة حاليا شمال أفريقيا وأجزاء أخرى خارج حدود دولة ليبيا نفسها!
كما تشكل قضية الهجرة غير النظامية عامل ضغط آخر لهذه المنظومة الأمنية المعرضة للمخاطر دائماً منذ بداية القرن الحادي والعشرين حتى وقتنا الحالي أيضاً، وذلك يعزز الأمواج البشرية الناشئة بسبب ظروف اقتصادية سيئة وانفلات عصابات عابرة للقارات تستغل ضعف تلك الحكومات المركزية وغير قادرة وحدتها لحفظ سلامتها الداخلية والخارجية بدون تدخل مباشر من المجتمع الدولى وبالتالي فرض رقابة أكثر نهوضا لتلك الفئات المهمشة داخليا وخارجيا أيضا حسب تقارير منظمة العمل الدولية ومنظمة الهجرة الدولي ايضا.
وفي الجانب السياسي، برز دور تحالفات جديدة ومؤسسات إقليمية مختلفة لإدارة الخلافات وضمان الشفافية والحوار المبني علي الاحترام المتبادل فيما بين أعضاء مجلس وزراء دفاع خليجي واحد مثلاً وكذا مجموعة الاتصال الخاصة بدولة فرنسا لدي الشرق الاوسط فضلا عمّا يقوم به الاتحاد الأوروبي حاليا لدعم جهوده الرامية لمنع أي أعمال عدائية محتملة بناء علي طلب أممي عام ٢٠١٦م تحت الرقم UNSC1373/6939). إلا إن جميع محاولاته لم تجد صدى فعالا نظرا لصعود التيارات الشعبوية داخل معظم مجتمعاتها ذات البنى التقليدية الانتخابية المستمدة أصلا من جذور تاريخية قديمة تربط تاريخ شعوب المناطق المختلفة بطبيعة علاقتها بأوطانها الأصلية مقارنة بعدوانيتها ضد الآخر المختلف ثقافيا ولغويا وفكريا دينيا وثنائيا كذلك الجنسي والأخلاقي !!
هذه التعقيدات تؤكد ضرورة اتباع نهج شامل يستوعب المناخ المحلي والدولي أثناء معالجة ملف التوتر المتزايد بشرق المتوسط والذي يحتاج بالضروره حلولا مبتكرة وط