من جهة، هناك مخاوف ناجمة عن احتمال فقدان العمال لمواطن عملهم بسبب قدرة الروبوتات والأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على أداء وظائف معينة أكثر دقة وكفاءة وبأسعار أقل مقارنة بالأيدي العاملة البشرية. وقد حذرت دراسات عدة عن احتمالات فقدان ملايين الوظائف نتيجة لدمج هذه التقنيات الجديدة.

لكن الجانب الآخر لهذه القصة يعرض تفاؤلاً مبنياً على كون الذكاء الاصطناعي يعمل كمرافق وليس كبديل مباشر للأفراد. يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة والإنتاجية في العمليات، مما يسمح للموظفين بالتخصص في مهمات تتطلب مهارات بشرية فريدة مثل الابتكار والتواصل والحكم الأخلاقي وغيرها الكثير.

بالإضافة لذلك، يتوقع الخبراء ظهور مجالات عمل جديدة تمامًا كنتيجة مباشرة لتطور وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. سوف تحتاج تلك المجالات إلى موظفين ذوي خبرات متخصصة في البرمجيات وصيانة الأنظمة المعززة بالذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى تطوير نماذجه وإدارتها.

في نهاية الأمر، يبدو واضحا أنه وعلى الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لمعرفة كيف سيحدث التأثير النهائي للذكاء الاصطناعي في الأسواق العالمية، فإن شيئا واحدا أكيدا هو ضرورة الاستعداد لهذا الحدث الجلل عبر التعليم المستمر والتدريب المهني واكتشاف الفرص الناشئة داخله.