- صاحب المنشور: التواتي الريفي
ملخص النقاش:
تسعى حياة المسلم المثالية إلى تحقيق توازن متناغم بين الالتزام الديني والأعمال الحياتية. حيث يعتبر الإسلام العمل عبادة إذا تم بأمانة وإخلاص لله عز وجل. لكن مع تزايد الضغوط المعاصرة وتعدد المسؤوليات اليومية قد يشعر العديد من المسلمين العاملين بصراع داخلي حول كيفية إدارة وقتهم وبذل جهدهم فيما يفيد دنياهم وأخراهم على حد سواء. هذا المقال يناقش بعض الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأفراد وكيف يمكن للمسلمين تحديد الأولويات بطريقة تحافظ على حيوية إيمانهم ولمعان عملهم أيضًا.
تعد إدارة الوقت إحدى أهم أدوات تحقيق التوازن المرغوب. ففي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" [1]. مما يعني ضرورة الجد والكفاءة في القيام بالأعمال بكل أشكالها ومن ضمنها الأعمال التجارية وغيرها من المشاريع العملية المختلفة. إن وجود خطة زمنية واضحة تسمح بتخصيص فترات منتظمة للأنشطة الروحية مثل الصلاة والقراءة والتأمل يساعد كثيرًا في الاستقرار النفسي والمزدهر الإنتاجي أيضا. بالإضافة لذلك فإن تنظيم الأوقات الخاصة بالراحة والاستجمام أمر حيوي للحفاظ على الطاقة اللازمة لمواصلة مسيرتك نحو الأعلى بإذن الله تعالى.
بالإضافة للإدارة الفعالة للأوقات هناك جانب آخر مهم وهو اختيار النوع المناسب من أعمالك التي تتوافق مع القيم الإسلامية وتعكس قيم دينك الحنيف. فعلى سبيل المثال تجنب التعاملات المالية المحتوية على الربا أو أي شكل آخر من الربا المحرم شرعا. كذلك الحرص على مراعاة حقوق زملائك واحترام تفرد كل فرد داخل بيئة العمل الجماعية يسهم بشكل كبير في خلق جو مناسب لبناء فريق ملتزم ومترابط روحيا. أخيرا وليس آخراً فإن طلب العلم والمعرفة المستمرة ليس مقتصراَ على مجال الدراسة الأكاديمية وحدها بل يتجاوزه ليشمل تطوير مهاراتك الشخصية والعلمية بشكل عام حتى تستطيع تقديم أفضل خدمة ممكنة لنفسك ولغيرك بغض النظرعن موقعك المهني الحالي.
ختاما دعونا نتذكر بأن رسالتنا الأساسية كمؤمنين ترتكز حول بر الوالدين وصلة الرحم والإحسان إلي الفقراء والجيران وغيرها من صور البذل والخير المتنوعة والتي تشكل جانبا هائلا هاما لتكامل نمط الحياة الكريمة بما فيه العمل النافع المؤدي لصالح الدنيا والدين بحول الله وقوته.