في الإسلام، تعد العدالة في التعامل مع الأطفال أحد أهم القيم التي يجب مراعاتها. وفقاً للسنة النبوية، "يجب على الوالدين أن يعدلوا بين أولادهم في العطية"، حيث ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: 'فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ'". وهذا يعني ضرورة المساواة بين الأطفال فيما يتعلق بالعطاءات المالية إلا عند وجود ظرف خاص يدفع إلى عدم المساواة، مثل حاجة أحدهم أكبر من الآخرين.
ومع ذلك، هناك حالات خاصة يمكن فيها منح شخص واحد أكثر من غيره. فعلى سبيل المثال، إذا كان أحد الأولاد يحتاج مالياً بشكل أكبر بسبب الفقر أو الاعتماد على الخدمات الاجتماعية، فإنه يحق لك تقديم دعم أكبر لهذا الطفل. ولكن بشرط أن يكون السبب مشروعا وعادلاً وليس مجرد تعصب لأحد الأبناء. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الشخص الآخر قادراً ومستقلاً مادياً، فلا مانع من صرف الأموال إليه أيضاً ضمن حدود القدرة المالية.
أما بالنسبة للقروض المضمونة برهن جزء من المتقاعد، فهي مسألة حساسة. إن أفضل نهج هنا هو تجنب القروض ذات الفوائد المرتفعة والتي تعتبر محرمة شرعاً. ينبغي البحث بدلاً منها عن بدائل قانونية ومنصفة لتوفير رأس المال اللازم لاستثمار المشروع الذي قام به الأولاد بدون مغبة الاقتراض بفائدة. وبالتالي، سواء كنت تضمنينه لصالح ولديك أم لا، فإن القيام بالقرض بفائدة هي معصية تستوجب التوقف عنها والتوبة عنها فورًا طالما يتمكن الطرفان من سدادهما بطريقة مشروعة ومقبولة دينياً واجتماعياً.
وفي النهاية، اعلمي أن تحقيق الإنصاف في توزيع الثروة والأصول ضمن العائلة أمر مقدس ويضمن الوئام والاستقرار داخل المنزل وتعزيز روابط الأخوة بين الأشقاء بناءً على تعليمات القرآن الكريم وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.