الحكمة في التعامل مع أقاربنا: كيف تتجنب قطع الرحم وتحافظ على حقوقك الشرعية؟

في الإسلام، بر الوالدين وأداء حق الأقارب يعد واجباً مقدساً. ومع ذلك، قد تنشأ صراعات وتوتر داخل العائلة مما يؤدي إلى ما يعرف بقطيعة الرحم. هذه حالة تست

في الإسلام، بر الوالدين وأداء حق الأقارب يعد واجباً مقدساً. ومع ذلك، قد تنشأ صراعات وتوتر داخل العائلة مما يؤدي إلى ما يعرف بقطيعة الرحم. هذه حالة تستحق التوقف عندها ومناقشتها بعمق لتوضيح الخطوات اللازمة للحفاظ على الروابط الأسرية دون التضحية بحقوق أحد الطرفين.

لقد مررت بتجربة مؤلمة حيث قام أخوك بسرقة جزء كبير من ممتلكاتك الشخصية، ولكن اكتشاف الأمور تأخر قليلاً بسبب وضعك للأموال في المنزل الخاص بعائلتكم. بعد الكشف عن السرقة واتهام أخيك بها، وجدت نفسك في عزلة واضحة معه ومع والديك أيضًا. فهمك لهذه الحالة مهم للغاية لحماية نفسك شرعياً وتعزيز علاقتك المتوترة.

وفقاً للشرع الإسلامي،قطع الرحم يعتبر جريمة خطيرة ويمكن أن يكون له آثار كارثية على الآخرة. ولكنه ينقسم إلى نوعين أساسيين: القطاع المؤقت بسبب مشكلة مادية أو معنوية، والآخر المستدام نتيجة عصيان الله وتعاليمه. يبدو أن حالتك الأخيرة هي الأولى إذ تعود المشكل الرئيسي للموضوع إلى نزاع حول مال وليس اعتقاد شخص آخر بشأن العقيدة الإسلامية.

في مثل تلك الظروف، يحرم القانون الديني استمرار المواجهة لفترات طويلة. يشجع الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- المسلمين على عدم الانقطاع لفترات تجاوز الثلاث أيام كتعبير عن الاحترام والتقدير للعلاقات العائلية. وبالتالي فإن مواصلة الإقصاء لمدة أطول تعتبر محظورة دينياً.

ومع ذلك، فإن رد الأخ بالعبوس تجاه سلامك ليس بالأمر الغريب تماماً، خاصة وإن كان مستخدماً لعزل نفسه أيضاً. هنا يأتي دور حكم الهجرة أو "الهجر". وفقاً للسنة النبوية، يجب ألّا يستمر الصراع لفترة مطولة بدون محاول لإصلاح الوضع أولاً. وإذا حدث وانفصل الشخص عن مجموعة بسبب ظلم ارتكبته ضد الحقوق الإلهية والإنسانية، يبقى باب المصالحة مفتوح دائماً شرط توبة المجرم فعلياً وعدم تكرار الخطيئة مجدداً.

لكن يبدو أن موقف أخيك مختلف بعض الشيء لأنه لا يعترف بأنه سارق ولا يرغب في الاعتراف بذلك أمام الجميع وهي نقطة رئيسية لنظرية الهجرة. ولذلك، فان أفضل حل هنا يكمن في التحلي بالحكمة والصبر واستخدام وسائل التواصل الأخرى غير المعادية للتأكيد على أهمية الوحدة الأسرية والعناية بروابط القرابة القائمة والتي ستجد لها مكانا خصبا لاستعادة العلاقات الطبيعية فيما بينكم جميعاً مرة أخرى إن شاء الله!

وفي النهاية، حفظ روابط القربى واجب ديني وعادات حسن تفاديه مسؤوليته ليست مجرد مسؤوليات اجتماعية وفلسفية بل هي كذلك ذات جذور مقدسة عميقة مرتبطة بشريعة رب العالمين الخالق الواحد الأحد جل وعلى!.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات