• صاحب المنشور: جميلة الرشيدي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع استمرار تطور التكنولوجيا وتأثيرها العميق على جميع جوانب الحياة الحديثة، فإن قطاع التعليم ليس مستثنى. يمثِّل الذكاء الاصطناعي (AI) واحداً من أكثر التحويلات الثورية التي ستشهدها الصناعة التعليمية خلال العقود القادمة. يتجاوز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم مجرد تقديم المحتوى؛ فهو يجسد طريقة جديدة لتقديم التدريب الشخصي، تحليل البيانات لاستخلاص رؤى قيمة حول أداء الطلاب وتحسين الخطط الدراسية بناء عليها، بالإضافة إلى تعزيز بيئة تعلم أكثر مشاركة وإبداعاً.

**التعلم الشخصي**: يمكن للذكاء الاصطناعي تصميم خطط دراسية شخصية لكل طالب بناءً على مستواه الأكاديمي الحالي وقدراته الفريدة. يساعد هذا النهج المتخصص الطالب على تحقيق أقصى قدر من الإنجاز والاستفادة القصوى من وقته وجهوده. تتضمن هذه العملية تقنيات مثل التعلم الآلي الذي يستخدم خوارزميات لتحليل نقاط القوة والضعف لدى كل طالب لصياغة منهج يناسبه تمامًا ويحقق تقدماً متسارعاً نحو الأهداف المحققة.

**تحليل البيانات**: تعد القدرة على جمع بيانات هائلة وتحليلها أحد أهم مميزات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم. توفر تلك التقنية لمدرسي المدارس والمعاهد الجامعية فهمًا عميقًا لأسلوب تعلم طلابهم ومستويات أدائهم، مما يساهم في اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة فيما يتعلق بتخصيص الوقت والجهد اللازمين لمساعدة الكل أو الأفراد الذين قد يحتاجون إلى دعم خاص. علاوة على ذلك، تلعب الرسومات البيانية المتقدمة دوراً محوريّاً هنا حيث تمكن المشرفين من رؤية الاتجاهات والمواضيع المرئية في مجموعات كبيرة من المعلومات.

**المدربون الافتراضيون**: تعتبر نماذج المدرب الافتراضي مثالاً آخر لما يمكن أن يحققّه الذكاء الاصطناعي في عالمنا التعليمي الجديد. تُستخدم الروبوتات الحوارية وغيرها من الحلول ذات الصلة لـ"تتبع" سيرورة المناقشة داخل الفصل الدراسي أثناء وجود مدرِس بشري فعلي. تقوم هذه "الأدمغة الرقمية" بإعداد ملخصات للأحداث الرئيسية وتوجيه الأسئلة استنادًا إلى ردود الطلاب وردود فعل زملائهم لإثراء عملية التعلم وخلق تجربة أكثر جاذبية وجاذبية للمتعلمين.

**الاستخدام الأمثل للإمكانيات والإمكانات الجديدة**: أخيرا وليس آخرا، يعد إدراج المهارات الوظيفية الناعمة كإكساب مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي إحدى فوائد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الرائعة في المجالات التعليمية. وذلك لأن فرص تطبيق هؤلاء الشباب وأقرانهم لهذه القدرات تصبح واردة عندما يتم تزويدهم ببيئات افتراضية تشجع على البحث واستفسار الذات والعمل الجماعي – وهي خصائص أساسية للشغوفين بالابتكار واتقان المواهب الخاصة بهم بلا شك! إن الجمع بين قوة الإنسان وروبوتاته يؤدي بنا إلى جودة أفضل بالنسبة لنا جميعا وفي النهاية خلق أجيال قادرة ومتفاعلة مع المجتمع والمحيط .