- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:يُعدّ موضوع العلاقة بين الدين والعلوم واحداً من أكثر القضايا الفلسفية والإجتماعية تعقيداً وتنوعاً في تاريخ البشرية. قد يبدو هذا الموضوع وكأنه محل خلاف وجدل مستمر، حيث يتصور البعض أنهما وجهان متناقضان تمامًا؛ يدعو الأول إلى الإيمان والمعتقدات الروحية بينما ينصب ثانيها على التجريب والبحث العلمي. إلا إن فحصا عميقاً لهذه الظاهرة يظهر وجود تفاعل وثيق ومكمل بينهما يمكن استيعابه بأشكال مختلفة حسب الثقافة والتقاليد المحلية للعالم الإسلامي والعالم الغربي أيضًا.
في المجتمع الإسلامي، يُعتبر القرآن الكريم المصدر الأساسي للأحكام الأخلاقية والدينية وكذلك مصدر إلهام للابتكار والمعرفة. فقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على طلب العلم حتی وإن كان ذلك داخل بلاد الكفار، مما يشير إلى قبول واسع لمفاهيم البحث العلمي منذ بداية ظهور الدين الإسلامي. بالإضافة لذلك، فإن العديد من المفكرين والمؤلفين الإسلاميين القدامى مثل الخوارزمي والفارابي وابن سينا لهم إسهامات كبيرة في تطوير الرياضيات، الفلك، الطب وغيرها الكثير والتي تعتبر جزء هام من تراث الحضارة الإسلامية.
العلمانية مقابل اللاهوت
بالانتقال لدراسة العلاقة ذاتها ولكنه هذه المرة ضمن السياقات الغربية الحديثة، نلاحظ تغيرات جوهرية غالباً بسبب الانفصال التاريخي المبكر الذي حدث والذي أدّى لظهور ما يعرف اليوم بالعلمانيّة في أوروبا خلال عصر النهضة والثورة الصناعيّة. هنا بدأ التركيز بشكل أكبرعلى المنطق التجريبي والحقائق العملية بعيداً عن التأثيرات الدينيّة التقليدية .غير ان هذا لا يعني عدم وجود توافق كامل إذ تبقى هناك نقاط مشتركة عديدة حول قيمة المعرفة والحقيقة والكشف عنها عبر طرائق علمية ومنظورات دينية مختلفه أيضا
التعاون الحديث
وفي وقتنا الحالي، تتزايد دعوات باتباع نهج أكثر إدراكا للمزج الناجع بين الجوانب المختلفة للحياة بما فيها الجانبين الديني والعلمي وذلك لإيجاد حلول مبتكرة لمشاكل عالميّة شائكة كالمتغيرات المناخيةوالاستدامة البيئية وصحة الإنسان وغيرها كثير.
فعلى سبيل المثال، نجح عدد من الباحثين المسلمون في مجالات متنوعة كالطب الهندسي وهندسة المواد بتوظيف معرفتهم الشرعية لفهم وتحسين نتائج أعمالهم العلمية خدمة للإنسانية جمعاء وفق رؤية شاملة ومتوازنة تجمع بين روحانية العقيده وبناء حضاري انساني شامل مدروس.
