• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور مجال الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، أصبح من اللازم استعراض تأثيراتها المحتملة على سوق العمل. يعتبر هذا التغيير الثوري أحد أهم الأحداث التي ستشكل مستقبل العمل والوظائف حول العالم. بينما توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة ومتنوعة للنمو الاقتصادي والإنتاجية، فهي أيضًا تشكل تحدياً كبيراً يتعلق بإعادة هيكلة القوى العاملة وتأمين وظائف للمستقبل.

في الجانب الإيجابي، يشهد قطاع الأعمال تحولا دراماتيكيا مع اعتماد الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول فعالة وتسهيل العمليات الروتينية المتكررة. يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي الآن أداء مهام تتطلب وقتا طويلا ومجهودا بشريا مثل التحليل الدقيق للبيانات وإعداد التقارير والإدارة اليومية للأعمال التجارية الصغيرة والكبيرة. وهذا يسمح للعاملين بالتركيز على جوانب أكثر تعقيدا ومبتكرة داخل عملهم مما يؤدي لزيادة الكفاءة وجودة المنتجات/ الخدمات المقدمة.

بالإضافة إلى ذلك، فتحت تقنيات الذكاء الاصطناعي أبوابًا أمام تخصصات عمل جديدة لم تكن موجودة من قبل ولم يكن بإمكان البشر القيام بها بمفردهم سابقاً. فمثلاً، مطورو البرمجيات الذين يعملون خصّصاً بتدريب نماذج التعلم الآلي وإنشاء خوارزميات ذكية يستفيدون حاليًا بأسواق العمل العالمية ويحققون دخول مرتفعة بسبب المهارات الفريدة لديهم والتي تعتبر مهمّة جدًا في مجالات ريادة الأعمال الصاعدة وكذلك القطاعات الحكومية والحكومات المحلية والدولية أيضاً. لكن هناك جانب آخر لهذه القصة وهو الجوانب المرتبطة بفقدان الوظائف حيث قد يتم الاستغناء عن بعض الأعمال اليدوية والشاقة ذات الطابع التأديلي بطريقة أو بأخرى واستبدالها بروبوتات ذكية مُبرمجة لهذا الغرض تحديدًا وذلك لأسباب عديدة منها الحفاظ على جودة المنتج النهائي وضمان تحقيق أعلى معدلات للإنتاج وصولاً لرؤوس أموال أقل للتكاليف التشغيلية وغيرها الكثير ضمن قائمة تفاصيل أخرى متعلقة بنقاط الاختلاف بين النوعينHumans vs Robots . بالتالي فإن هذه الحالة تؤدي لصراع محتمل بشأن "إنسانية" الطبقة العاملة وما إذا كانت سوف تستمر ام ستختفي تماما خلال العقود المقبلة؟ وبالتالي الأسئلة الرئيسية هي كيف سيبدو شكل المجتمع غير البشري وكيف سنوازن بين العوامل الأخلاقيه والمعنوية ضد تلك العملية المضمرة لتحل محل بشر بحلول عام ٢٠٥٠ ؟ وهذه مجرد بداية لسلسلة طويلة عما يحدث الآن!

وفي ظل جميع الاضطرابات الناجمة عن ثورة التكنولوجيا الحديثة وأثرها الكبير المباشر وغير المباشر علي وضعيب الأشخاص الحالي والمستقبلي فى عالم شاق وصعب الظروف ، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات مناسبة مثل دعم التعليم والتدريب المستمر للشباب وتعزيز ثقافة مهارات التعلم مدى الحياة بالإضافة لإقرار قوانين تضمن حقوق الأفراد عند حدوث تغييرات كبيرة كهذه الأمر الذي يعد مفتاح نجاح أي مجتمع تسوده العداله الاجتماعية والاستقلال الثقافي والعلمى والفكري مع بقائه محافظاً قدر الطاقة على الهويات الوطنية الأصيلة والقيم الإنسانيه الراسخة منذ القدم.