يتعرض العديد من الآباء للقلق بشأن مشكلة التبول اللاإرادي لدى أطفالهم، والتي قد تكون تجربة محرجة ومزعجة لكلا الطرفين - الطفل والوالدين أيضًا. هذه الظاهرة شائعة أكثر مما يعتقد الناس؛ وفقاً للأبحاث، يمكن أن يعاني ما بين 15% إلى 30% من الأطفال الذين تترواح أعمارهم بين خمس سنوات وخمس عشرة سنة من هذا الاضطراب. ومع ذلك، فإن فهم طبيعة المشكلة وكيفيه التعامل معها بشكل فعال أمر بالغ الأهمية لتحقيق الشفاء والدعم النفسي الصحي للطفل.
في البداية، يجب التأكد من أن التحكم بالإدرار ليس مجرد حالة طبية مؤقتة ناجمة عن عدوى الجهاز البولي أو الإمساك الحاد، لأن تلك المشكلات عادةً ما تزول بمجرد علاج المصدر الرئيسي لها. ولكن إذا استمرت الحالة بعد زوال العوامل المؤقتة، فقد تحتاج إلى تدخل متخصص لتحديد السبب الدقيق ووضع خطة علاجي فعالة.
أحد أهم عوامل التبول اللاإرادي هو النمو العقلي والعاطفي غير المتوازن لدى بعض الأطفال، مما يؤدي لصعوبات تنظيم عملية التبوّل أثناء النوم. بالإضافة لذلك، هناك حالات صحية مثل متلازمة "توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم"، التي تسبب حدوث اضطرابات نوم وتؤثر بالتالي على وظيفة المثانة. كما يلعب الجنس دورًا هنا، فرغم أنه منتشر بنسب أعلى بين الأولاد مقارنة بالبنات خلال مرحلة الطفولة المبكرة، إلا أنها تصيب الفتيات أيضا وفي كثير منها مستمرة حتى فترة لاحقة بكثير.
لتحسين الوضع، ينصح باتباع مجموعة من الاستراتيجيات المنزلية والبروتوكولات تحت إشراف الطبيب المختص إن لزم الأمر:
- حث الطفل على إفراغ مثانته قبل النوم مباشرة وبعد استيقاظه صباحا للتدريب التدريجي على القدرة على الاحتفاظ بالسوائل لأطول مدة ممكنة بدون الشعور بالحاجة الملحة للتبول.
- تقليل تناول السوائل خاصة المياه وعصائر الفاكهة الحمضية مساءً لمنع زيادة عبء العمل على المثانة ليلاً.
- تشجيع مشاركة الطفل في برنامج رياضي منتظم لتعزيز الصحة العامة وحسن سير عمل عضلات القاع الحوضية المسؤولة جزئياً عن ضبط انقباضات المثانة.
- استخدام المكافآت والإيجابيات كوسيلة محفزة له لإظهار نجاحاته بتخطي ليالٍ كاملة بدون حوادث تبول. فالشعور بالإنجاز والحماس يدفعان نحو مزيد تقدم نحو الحرمان من السوائل الليليه وبالتالي تحقيق نتائج اكثر ديمومة .
- أخيرا وليس آخراً ، تقديم الرعاية النفسية المناسبة لكلتا الطرفيين سواء كانت عبارة عن دعم نفسي مباشر أم جلسات نفسية موجهة للمساعدة فى تفكير ايجابي واستقبال التجربه بطريقة بناءه , فهذه الخطوة هامه للغاية فيما يتعلق برؤية الاطفال لانفسهم ولحياتهم المستقبلية واتخاذ قراراتها الخاصة بالنظر الي الذات بثقه واحترام ذاتي اعلى .
ومن الجدير ذكره أن معظم حالات التبول اللاإرادى تختفي وحدها تماماً بحلول سن ١٢ عام، بينما قد يستمر البعض الآخر لمدة اطول نسبياً وقد يحتاجون لعلاج اضافى ودائم للحصول علي حل نهائي لهذه المعضله المتعلقة بصحتة طفلهم الغالية لديهم .