تعد عملية إعادة تشكيل الحاجز الأنفي، والتي تعرف أيضاً بجراحة تقويم الحاجز الأنفي، إجراءً طبياً يتم فيه تصحيح انحراف الحاجز الأنفي لتسهيل التنفس وتحسين مظهر الأنف. هذه العملية ليست فقط بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالأنف ولكن أيضا لأسباب جمالية. سوف نستعرض في هذا المقال تفاصيل هذه العملية بما في ذلك الاستعدادات اللازمة، الجراحة نفسها، التعافي بعد الجراحة، والمخاطر المحتملة.
قبل الخوض في التفاصيل الفنية للجراحة، من الضروري فهم بنية الحاجز الأنفي. يعتبر هذا الجزء المركزي للأنف وهو عبارة عن حاجز بين فتحتي الأنف اليمنى واليسرى. عندما ينحرف هذا الحاجز للأعلى أو الجانب، يمكن أن يؤدي إلى انسداد الأنف وصعوبات في التنفس. قد تكون الحالة خفية وقد تتسبب في ضغط مستمر وتوترانساني معينين.
الإجراء الأكثر شيوعاً لإعادة تشكيل الحاجز الأنفي هو جراحة الانحراف التشريحي للحواجز (Septoplasty). خلال هذا الإجراء، يقوم الجراح بإزالة العظام والأنسجة الزائدة التي تعيق حركة الهواء عبر قناة الأنف. قد يستخدم الجراح أدوات خاصة مثل الملقط الدقيق أو المنشار الصغير لتحقيق دقة عالية أثناء العمل داخل تجاويف الأنف.
بعد تحديد موعد الجراحة، سيتم تزويدك بتوجيهات حول كيفية التحضير لها. ستكون هناك قائمة بالأدوية التي يجب عليك تجنبها قبل الجراحة، بالإضافة إلى توصيات بشأن النظام الغذائي وروتين النظافة. كما أنه سيكون من المهم مراجعة التاريخ الطبي الخاص بك مع الجراح والتحدث عن أي حالات طبية حالية أو تاريخ مرضي سابق.
الجراحة نفسها عادة ما تتم تحت تخدير عام أو محلي وفقا لرغبة الشخص ولأمانته الصحية العامة. تبدأ العملية بمراقبة دقيقة لتجنب أي إصابات غير ضرورية داخل الأنف. ثم يأخذ الجراح موقعه خلف الشاشة الرقيقة التي تحمي البطانة الداخلية للأنف ويبدأ في إزالة الأنسجة والعظم المتضررة باستخدام الأدوات الخاصة المذكورة سابقا. عند الانتهاء، سيقوم بإغلاق الفتحات الصغيرة الموجودة بواسطة غرز جراحية صغيرة قابلة للتثبيت ذاتيًا.
بالنسبة للتعافي، فإن معظم المرضى قادرون على العودة إلى المنزل في نفس اليوم بعد العملية وليس هناك ضرورة للنوم بالمستشفى إلا إذا كانت حالة أخرى تستوجب ذلك. ومع ذلك، قد يشعر بعض الأشخاص بثقل وشعور بالإرهاق بسبب التأثير العام للتخدير والإجهاد الناجم عن الجراحة بشكل خاص. الألم عادة ما يكون خفيف ويمكن التحكم فيه باستخدام مسكنات الألم الموصوفة طبيًا. ومن المعروف أيضًا أن الورم والنزيف الداخلي يحدث فورًا عقب الجراحة وسيختفي تدريجيًا خلال أيام قليلة .
من الجدير بالذكر وجود مخاطر محتملة مرتبطة بهذا النوع من العمليات وهي مشابهة لما يمكن مواجهتها في عمليات التجميل الأخرى كالتهاب المفاصل المؤقت أو تلف الأعضاء القريبة نتيجة الخطأ أثناء التدخل الجراحي وكذلك العدوى التي تعتبر دائماً فرصة واردة الحدوث حتى وإن كانت نادرة جدا مقارنة بالإجراءات الطبية الأخرى الأكثر تخصصاً وتعقيدًا.. لذلك من المهم للغاية اتباع تعليمات رعاية ما بعد العملية بدقة ومتابعة جلسات متابعة منتظمة مع اختصاصيين الرعاية الصحية ذوي خبرة لمراجعة تقدم العلاج واتخاذ القرارات المناسبة حيال أي مضاعفات تطرأ فيما بعد انتهاء فترة النقاهة مباشرة مما يساهم بلا شك في تحقيق نتائج فعالة وممتازة لهذه العملية سواء كان السبب منها الصحة أم الراحة النفسية والجسدية للمريض نفسه .
