- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تعد الموسيقى أحد أكثر أشكال الفن انتشارًا وتأثيراً في العالم، حيث يمكنها إيصال مجموعة واسعة من المشاعر والانفعالات. ولكن كيف تؤثر الموسيقى حقاً على صحتنا النفسية؟ يبحث هذا المقال في الأبحاث العلمية الأخيرة حول تأثير الاستماع إلى الموسيقى والمشاركة الفنية بها كعزف أو غناء، وكيف يمكن لهذه التجارب أن تساهم بشكل كبير في تحسين نوعية الحياة وصحة الدماغ.
في البداية، إليك بعض الحقائق الأساسية: وجدت العديد من الدراسات وجود روابط بين الاستمتاع بالموسيقى وانخفاض مستويات التوتر والإجهاد. فقد تبين أنه عند استماع الأشخاص لموسيقاهم الشخصية المحبوبة، ترتفع لديهم مستويات هرمون الإندورفين المعروف باسم "هرمون السعادة". بالإضافة لذلك، تساعد الموسيقى كذلك في تقليل ضغط الدم ومعدل نبضات القلب، مما يعكس تأثيرا مهدئا للجسد والعقل معاً.
لكن الأمر لا يتوقف هنا؛ فالمشاركة الفعلية بالموسيقى - سواء كان ذلك عبر عزف الآلات أو الغناء أو حتى الرقص – تحمل آثار نفسية عميقة أيضا. توصل البحث إلى مقدرة هذه الحركات الجسدية المتزامنة والكاريزمية على تعزيز الشعور بالانتماء والتواصل الاجتماعي. عندما يقوم الأفراد بممارسة موسيقى جماعية مع الآخرين، يشعرون برابط أقوى بينهم وبين زملائهم الذين يجتمعون تحت هدف واحد مشترك وهو إبداع شيء جميل ومتناسق.
كما سلط الضوء أيضاً دور الموسيقى كمصدر دعم للتعبير عن الذات لدى المصابين باضطرابات عصبية مثل مرض الزهايمر وألزهايمر وغيرهما. إن القدرة التي تتمتع بها الموسيقى لتوصيل ذكريات قديمة وعواطف موجودة منذ زمن بعيد تجعل منها أداة قوية لإعادة التواصل وإيجاد الراحة للأشخاص الذين ربما يفقدون ذاكرتهم الأخرى. ليس من المستغرب إذن رؤية ظهور خدمات العلاج الطبيعي باستخدام الموسيقى كاستراتيجيات حديثة لمعالجة حالات مختلفة تتعلق بصحة الإنسان العامة والنفسية تحديداً.
وفي النهاية، فإن ارتباطنا الوثيق بالموسيقى يؤكد أنها ليست مجرد شكل آخر من أشكال الترفيه، بل هي جزء حيوي من خبراتنا اليومية ولها أهميتها الخاصة بشأن رفاهيتنا الذهنية والجسدية أيضًا. وعلى الرغم من وجود المزيد للاستكشاف فيما يتعلق بتفاصيل آليات عمل علاقتها بنا، إلا أنه بات واضحا للمراقبين المدققين مدى قدرتها الهائلة على المساعدة والدعم لكل شخص تمكن من تقدير جمال تلك الموجات الصوتية الفريدة والتي تستطيع الوصول مباشرة لقلب كل روح بشريه مهما اختلفت ثقافتُها وانتماءاتها الاجتماعية المختلفة .
