- صاحب المنشور: سامي البارودي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يتسم بتقدم تقني متسارع وتطوّر تكنولوجي غير مسبوق، يطرح سؤال مهم حول مدى توافق هذه التغيرات مع قيم وأحكام الشريعة الإسلامية. يُعرف هذا الموضوع باسم "الإسلام والتكنولوجيا"، ويستحق نقاشا عميقا لمعرفة كيفية استيعاب المجتمع المسلم لهذه الثورة التكنولوجية الضخمة والتعامل معها بطريقة تتماشى تماما مع تعاليم الدين الإسلامي.
تُعدّ التكنولوجيا أحد أهم ثمار العقل البشري والتي يمكن استخدامها لأغراض عديدة ومختلفة بعضها صالح للبشرية ولا يشكل أي تناقض مع أحكام الشريعة بينما البعض الآخر قد يستدعي الحذر والحكم القائم على الشرع الإسلامي؛ حيث يكمن مفتاح التعامل الصحيح مع التكنولوجيا فيما يعرف بمبادئ الفقه الإسلامي مثل الغرض والأثر والعلاقة بالمجتمع الديني والثقافي العام.
تتجلى أول مظاهر تطبيق مفاهيم الشريعة الإسلامية ضمن منظومة التكنولوجيا الحديثة عندما نتحدث عن الأخلاق الرقمية والمحتوى المناسب عبر الانترنت. فإجابة كيف نضمن احترام المعايير الأخلاقية والاسترشاد بالقانون الوضعي عند خلق الأنظمة التي تدير بيانات المستخدمين الشخصية وتوفير المعلومات للمستخدمين؟ هنا يأتي دور المفتيين والفلاسفة المسلمين الذين يعملون جنبا إلى جنب مع متخصصي الذكاء الاصطناعي لتحديد حدود الحدود المنظمة لهذا النوع الجديد من بيئات العمل المتنوعة عالميا.
بالإضافة لذلك فإن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا يجب أيضا مراعاته وفق منظور اقتصادي دقيق وذلك باتباع نهج الاقتصاد الإسلامي والذي ينظم العلاقات المالية التجارية بناءً على عدة محددات منها تجنب الربا وتحريم المضاربة المحرمة دينيا وغير ذلك الكثير مما يؤكد تفرد النظام المصرفي المعتمد للشريعة مقارنة بنظيره العالمي المؤدي لتحقيق المكاسب القصوى للمشاركين بالمجهود. وبالتالي فإن التطبيق الناجع للاقتصاد الاسلامي داخل قطاع تكنولوجيات المال سيكون له تأثير كبيرعلى سوق الانتشار العالمي الخضع حاليا لتأثير حلول أمريكية وغربية أساساً .
وفيما يتعلق بقيادة الابتكار العلمي داخل المجتمع المسلم فإن الاستفادة المثلى من موارد البلاد البشرية والبنية التحطية ستكون ذات مردود عظيم للأجيال المقبلة طالما تم ضمان عدم مخالفة الأحكام الشرعية واستغلال تلك الإنجازات الجديدة لغايات نبيلة وخالصة لإعمار الأرض وطاعة الله سبحانه وتعالى.
ختاما ، إن وجود بيئة عمل داعمة لفكر مجتمع ذكي مدرك لقضايا وقواعد التشريع الإسلامي سيؤدي بإذن الله الى تحقيق تقدم ملحوظ لمؤسسات التعليم والبحث العلمي وجذب المواهب والشباب نحو مجالات بحث جذابة مبتكرة قائمة علي فهم واحترام شامل لكل جوانب الحياة الإنسانية المرتبطة ارتباط وثيق بأصول العقيدة والقيم الروحية الأصيلة .