السهر الليلي ظاهرة شائعة تواجه العديد من الأفراد حول العالم، ويعد فهم دوافع هذا السلوك خطوة مهمة نحو التعامل معه بشكل فعال. هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي تساهم في اختيار البعض للسهر حتى ساعات متأخرة من الليل، بدءاً من الضغط النفسي وحتى الرغبة الشخصية. دعونا نستكشف بعض هذه الأسباب بشيء من التفصيل.
أولاً، يلعب العمل والتزامات الحياة اليومية دوراً كبيراً في تحديد نمط النوم لدى الكثيرين. بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعملون بوظائف تتطلب منهم تقديم تقارير متأخرة أو لديهم جداول عمل مرنة، قد يشكل السهر خيارا أكثر ملائمة لإدارة عبء العمل وتحقيق التوازن بين واجباتهم العملية والحياة الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين يمتلكون أعمال تجارية خاصة بهم أو يحتاجون لانجاز مشاريع ذات موعد نهائي معين غالباً ما يجدون نفسهم مستيقظين خلال الساعات الأولى من الصباح لحل المشكلات والإكمال قبل الموعد النهائي.
ثانياً، يمكن ربط السهر بالوضع النفساني والعاطفي الفردي. فقد يعاني بعض الأفراد من اضطرابات القلق أو الاكتئاب مما يؤثر سلبياً على أنماط نومهم الطبيعية. ربما يستخدم هؤلاء الأشخاص وقت المساء للتخلص من ضغط يوم طويل ومحاولة تحقيق حالة من الاسترخاء العقلي والجسدي. ومع ذلك، إذا أصبح هذا النهج عادة دائمة، فإنه يحرم الجسم والنفس البشرية من الراحة الضرورية والمهمة للغاية لصحتها العامة.
ثالثاً، تعد الترفيه والاستجمام سبباً رئيسياً آخر لسهر الإنسان. إن الانشغال بالأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وألعاب الفيديو وغيرها يعد جاذبية كبيرة للأجيال الشابة خصوصاً. إنها توفر وسيلة ممتعة لقضاء الوقت بعد انتهاء الواجبات المنزلية الرسمية. ولكن عندما تصبح هذه النشاطات هي الطريقة الوحيدة لتقليل التوتر وتوفير البهجة الذاتية، يمكن اعتبارها شكل غير صحي للإدمان وقد تؤدي إلى الإرهاق الجسماني والمعنوي على المدى الطويل.
وفي نهاية المطاف، يستحق كل فرد مراجعة سبب اختيارات حياته الخاصة بالنوم والسهر؛ لأنه لكل شخص الحق في حياة صحية منتظمة تضمن الصحة الجسدية والعقلية.