- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُشكل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في مختلف المجالات، وتصل هذه الثورة إلى قطاع التعليم الذي شهد تغييرات متسارعة خلال العقود القليلة الماضية. بينما يرى البعض أنّ الاندماج التام للذكاء الاصطناعي سيحدث تحولا جذريا وموجها نحو مستقبل تعليمي أكثر كفاءة وانفتاحاً، يشكّك آخرون حول جدوى هذا النهج معتبرين إياه مجرد تحديث تقني يستهدف زيادة الكفاءة التشغيلية ولكن ليس بالضرورة تحقيق تغيير جوهري في بنية النظام التعليمي نفسه. فهل سيكون للأداة التي تعتمد على الخوارزميات والمبرمجيات تأثير فعال وطويل الأمد على طرائق التدريس والتعلم التقليدية؟ وما هي الفوائد المحتملة للمستفيدين الرئيسيين لهذه العملية؟
في الجهة الأولى ممن يؤمنون بأهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم نجد الداعمين الذين يدعون بأن لهذا النوع الجديد من الوسائط امكانات هائلة لرفع مستوى التعلمات لدى الطلاب حيث توفر بيئة تفاعلية غنية بالمحتوى الغزير والبرامج المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية لكل فرد. كما يسمح بتوفير دعم شخصي أكبر من قبل المعلمين والمعلمات مما يساعد بحل المشاكل الخاصة بكل طالب وتعزيز فهمه لمختلف المواضيع الدراسية بصورة أفضل بكثير مقارنة بطرق التدريس التقليدية. بالإضافة لذلك يساهم الذكاء الاصطناعي بإعطاء الفرصة لأعداد كبيرة من الشباب الحصول على فرص تعليمية عالية المستوى بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو ظروفهم الاقتصادية الصعبة. وبالتالي فهو يعزز المساواة ويقلّل من الفوارق الاجتماعية.
بينما تشكك الجهة الأخرى أو المتشككون فيما إذا كانت هناك قيمة مضافة فعلية لإدخال مثل تلك الأدوات الحديثة داخل المؤسسات التربوية التقليدية. فعلى الرغم من مزايا الذكاء الاصطناعي الواضحة إلا أنه قد يحرم بعض الأفراد فرصة التواصل الإنساني المباشر مع الآخرين وهو جانب مهم جدًا لتحقيق النمو والتطور الاجتماعي والعاطفي والأخلاقي. إذ يمكن اعتبار التعليم عملية اجتماعية بامتياز، فلا يكمن هدفها الأساسي فقط نقل المعلومة بل أيضًا بناء علاقات مبنية على الاحترام والثقة بين أفراد المجتمع الواحد وهذا أمر لن تستطيع الآلات تقديم مثله مهما بلغ تقدّمها التكنولوجي.
بالإضافة لما سبق ذكره فإن اعتماد المدارس بشكل مطلق على أدوات رقمية قائدة ذاتيًا بدون وجود معلم ذكرته البشر فقد يتسبب أيضًا بخسارة القدرة الإبداعية والإبداعيّة لدى الأطفال والشباب حيث ستصبح المعلومات محدودة ومتكررة نظرًا لصعوبة برمجة سيناريوهات متنوعة لحالات مشكلات محتملة تطرأ أثناء سير عمليات تعلم مختلفة. وفي المقابل، يتمتع المعلم البشري بقدر كبير من المرونة اللازمة للتجاوب بسرعة مع أي موقف غير متوقع وإيجاد حل مناسب له سواء كان ذلك متعلق بموضوع دراسي معين أو مسألة شخصية خاصة أحد طلابه تحت رعايته الم