• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  ساهمت الثورة الرقمية بشكل كبير في تشكيل المشهد المهني الحالي والمستقبلي. حيث أدخلت هذه التحولات تغييرات جذرية على طبيعة الأعمال والمهارات اللازمة للنجاح. يتناول هذا المقال تأثيرات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء، والتي تفرض تحديات متزايدة أمام القوى العاملة الحالية والساعين لدخول سوق العمل مستقبلاً. سنناقش كيف يمكن لهذه التقنيات إعادة تعريف وظائف معينة وإلغاء أخرى تماماً، بالإضافة لنشوء مهن جديدة لم تكن موجودة سابقاً بسبب اعتماد الشركات عليها كمصدر رئيسي لتلبية احتياجاتها التشغيلية والاستراتيجية. كما سنركز أيضاً على ضرورة تطوير التعليم والتدريب لتمكين الأفراد والشباب من مواءمة قدراتهم ومواهبهما بما يناسب متطلبات العصر الرقمي المتغير باستمرار.

**أثر الذكاء الاصطناعي**:

يشكل الذكاء الصُّناعي أحد أهم المحركات التي تحرك مسار التحول الرقمي؛ فهو يمكِّن الآلات والمعالجات الإلكترونية من القيام بمهام تتطلب ذكاء بشري عالي، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وخفض تكلفة العمليات المختلفة داخل المنظمات الحكومية والشركات الخاصة. إلا أنه بالمقابل يُثير مخاوف بشأن فقدان فرص عمل وأنشطة روتينية كانت تُمارس سابقا يدوياً أو بإشراف محدود من قبل البشر. فعلى سبيل المثال، بدأ ظهور دور جديد للمحامين المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي يساعدهم بتقديم خدمات قانونية عالية الدقة وبسرعة فائقة مقارنة بأقرانه البشر الذين يعملون وفق نظام تقليدي أكثر بطئًا وعدم استقرار نتائج عملهم. وهذا مثال حي يُظهر كيفية دخول الأجهزة الذكية مجال القانون وتحويل مجرى الحياة المهنية لهؤلاء المحترفين نحو تخصص مختلف ومتوافق أكثر مع الواقع الجديد.

**الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء**:

استخدام نماذج الخدمات المبنية على أساس الحوسبة السحابية وانتشار شبكات إنترنت الأشياء يفتح آفاق واسعة لإحداث ثورة معرفية وسريعة للتفاعلية بين الروبوتات والأجهزة المنتشرة عبر الشبكة الواحدة الواصلة. إذ تسمح تبادلات البيانات الفورية بين الدول والجهات ذات الصلة بمعالجة المعلومات بكفاءة أكبر واتخاذ قرارات دقيقة بناء عليها. لكن هناك جوانب سوداوية لهذا الاتجاه أيضًا، فقد تساهم مثل تلك التطبيقات الجديدة بنقل بعض الأدوار الإدارية للأجهزة الخاضعة للإرشادات البرمجية بعيدًا عن مسؤوليتها لدى الإنسان المضمر لها أصالة وقدرتها الذاتية لاتخاذ القرار المناسب بدون تدخل مباشر منه لاحقًا أثناء سير عملية التنفيذ العملية كتلك المستخدمة حاليًا ضمن نطاق مؤسسات القطاع الخاص والصناعة وغيرها الكثير الأخرى.

وفي النهاية، فإن فهم منظور شامل حول ميزات وفوائد انخراط المجتمع العالمي بهذا النوع الحديث من السبل المصاحبة للعصر الرقمي حاسم لحماية حقوق الفرصة المتاحة لكل فرد للاستفادة منها سواء أكانت فرصة شغل وظيفة مباشرة أم غير ذلك المرتبط بها ارتباط عضو بجسد كيان واحد يسعى لتحقيق غاية مشتركة واحدة هي الوصول لأعلى درجات التحسين والتطور لما فيه صالح الإنسانية جمعاء باعتبار أنها تشترك جميعا تحت مظلة عالم رقمي قابل للتغيير والتبديل حسب مقتضى حاجاته المتغيرة بوتائر متفاوتة بحسب سرعة تقدم كل دولة وعضو فيها تجاه تحقيق هدف مجتمع القرن الحادي والعشرون – "التحول الرقمي".