في الإسلام، يُعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي تقرب العبد إلى الله. عندما يتعلق الأمر بدعاء الآخرين، هناك مسألة مهمة يجب مراعاتها: هل يجب أن نبدأ بدعاء أنفسنا قبل دعاء الآخرين؟
وفقًا للعلماء، فإن السنة النبوية تشير إلى أن المسنون هو أن يقدم الإنسان نفسه في الدعاء قبل دعاء الآخرين. هذا ما يدل عليه العديد من الأحاديث الشريفة. على سبيل المثال، دعاء التشهد: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين". كما ورد في حديث أبي بن كعب، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بنفسه عند ذكر شخص ما ودعائه له.
كما نجد هذا الأسلوب في دعاء الأنبياء إبراهيم ونوح عليهما السلام، حيث بدأوا بدعاء أنفسهم وأهليهم قبل دعاء الآخرين. هذا الأسلوب يعكس أهمية الافتقار إلى الله والاعتماد عليه، وهو جزء أساسي من العبودية.
ومع ذلك، لا يعني هذا أننا لا نستطيع دعاء الآخرين أحيانًا دون البدء بنفسنا. هناك أحاديث تدل على ذلك، مثل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهاجر أم إسماعيل عليه السلام ودعائه لحسان بن ثابت رضي الله عنه.
ومع ذلك، إذا كانت عادتنا هي دعاء الآخرين أكثر من أنفسنا، فهذا قد يكون خطأ في فهم أهمية الدعاء في حياتنا. نحن بحاجة إلى أن ندرك حاجتنا إلى الدعاء وأن نظهر فقرك وحاجتك إلى الله.
في النهاية، بينما لا حرج في دعاء الآخرين أحيانًا دون البدء بنفسنا، فإن السنة النبوية تشير إلى أن الأفضل هو أن نبدأ بدعاء أنفسنا قبل دعاء الآخرين.