• صاحب المنشور: فريد الدين المرابط
  
  ملخص النقاش:
  تُعدّ ثورة الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أهم التحولات التي تشهدها العالم اليوم، حيث أثرت على مختلف القطاعات بما فيها التعليم. هذا التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر فرصاً جديدة تعزز من فعالية العملية التعليمية وتجعل الوصول إلى المعرفة أكثر سهولة وبأسعار معقولة لجميع الفئات العمرية والمكانية. لكن هذه التقنية تثير أيضًا تساؤلات حول تأثيراتها المحتملة على نوعية التعليم وكيف ستغير دور المعلمين والتفاعل بين الطلاب والمعرفة.

فيما يتعلق بالإيجابيات، يُمكن للذكاء الاصطناعي تقديم أدوات دعم متقدمة للمعلمين مثل الأنظمة الآلية لتقييم القدرات وإعداد خطط التدريس الشخصية لكل طالب بناءً على مستوى فهمه ومعدل التعلم الخاص به. ويمكن أيضا تطوير روبوتات المحادثة القادرة على تقديم الدعم الفوري للإجابة عن الأسئلة البسيطة أو حتى عقد محادثات مفصلة عن موضوعات معينة لمساعدة الطلاب الذين قد يشعرون بالخجل من طرح الأسئلة أمام زملائهم مباشرةً. بالإضافة لذلك، يمكن استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لإثراء تجربة التعلم الجسدية والسماح بإجراء التجارب العلمية الغامرة والتي يصعب تحقيقها عمليًا داخل الصفوف الدراسية التقليدية.

ومع ذلك، هناك بعض المخاطر المرتبطة بتضمين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم. واحدة منها هي فقدان العناصر الرئيسية للنظام التعليمي الحالي كالتواصل الإنساني والثقة بين المعلم والمتعلم والذي غالباً ما يعد جزء رئيسياً من عملية التعلم. وقد يؤدي الاعتماد الزائد على الروبوتات والأنظمة الآلية إلى ازدياد الفجوة الرقمية إذا لم يكن لدى جميع الأطفال نفس القدرة على الوصول لهذه الأدوات بسبب الاختلافات الاقتصادية أو الاجتماعية. كما أنه يجب مراقبة كيفية تأثير الانشغال باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة عالي التكنولوجيا على وقت الانتباه لدى الشباب وقدرتهم على التركيز أثناء الحصص الدراسية.

كما يوجد مخاوف بشأن الامتحانات الإلكترونية المضادة للاحتيال المبنية على الذكاء الصناعي والتي قد تؤثر بشكل غير عادل على نتائج الطلبة حسب مهارتهم التقنية وليس مستواهم المعرفي الحقيقي. علاوة على ذلك، فإن ضمان سرية بيانات الطالب عند تحليل البيانات الوصفية الكبيرة أمر ضروري لحماية خصوصيته. أخيرا، رغم وجود مجموعة كبيرة ومتنوعة من مواد التعلم عبر الإنترنت مجانا إلا انه يجب مراعاة احتمالية عدم دقتها وضديتها للأحداث الحديثة مما يجعل منه جودة عالية ولكن ليست حديثة دائماً!

ولكي نحقق الاستفادة القصوى من تطبيق ذكاء اصطناعى فى مجال التربية، ينبغى وضع سياسات واضحة تضمن حقوق الطلاب وتعزيز قدرتهم التقنية وتحسين تدريب معلمينا لاستخدام تلك الادوات بكفاءه أكبر .إن دمج تكنولوجيات ذكية ضمن المناهج يستوجب أيضاً إعادة النظر فى محتوى البرنامج الأكاديمي نفسه ليصبح أكثر شموليه واتساعاً ويستوعب ميول واحتياجات طلابه بشكل أفضل .وفي الوقت الذي تتسع فيه رقعة الاكتشافات الهندسية المتعلقة بأحدث نظم المعلومات الآلية ،يتعين علينا مواظبة التأكد باستمرار ان مسارات التطبيق العملي لما تم إنجازه لاتستخدم بطريقة تخالف