تعتبر مشاكل النوم أمراً شائعاً يعاني منه الكثيرون حول العالم، وتشمل هذه المشاكل ما يعرف باضطرابات النوم. يمكن تصنيف اضطرابات النوم إلى عدة أنواع رئيسية مثل الأرق، وانسداد مجرى التنفس خلال النوم، ومتلازمة تململ الساقين، بالإضافة إلى الارتجاع المعدي المريئي وعوامل أخرى تؤثر سلبياً على نوعية ونوع نوم الأفراد.
الأرق هو أحد أكثر حالات اضطراب النوم شيوعاً، وهو حالة تتميز بصعوبة البدء بالنوم والاستمرار فيه أثناء الليل. الأشخاص الذين يعانون من الأرق قد يشعرون بأنهم غير قادرين على الحصول على قسط كافٍ من الراحة حتى لو ناموا لفترات طويلة نسبياً. هناك العديد من العوامل التي تساهم في ظهور هذه الحالة بما فيها القلق، ومشاكل الصحة النفسية الأخرى، والمخدرات والكحول، فضلاً عن نمط الحياة اليومي الصاخب.
ومن بين الحالات المهمة الأخرى المرتبطة بنوعية النوم هو انسداد مجرى التنفس خلال النوم. هذا النوع من الاضطرابات يتميز بالتنفس المتقطع والسريع الناتج عن تقلص الطرق الهوائية في الجزء الخلفي للحنجرة والفم والحلق مما يؤدي إلى انقطاعات مؤقتة للتنفس. يُعدّ هذا الموضوع خطير للغاية لأنه مرتبط بمجموعة واسعة من المضاعفات الجسدية والعقلية الخطيرة، ومن هنا يأتي أهمية التشخيص المبكر لهذه الحالة واستشارة الطبيب للوصول لحلول فعالة لها.
متلازمة تململ الساقين تعتبر أيضاً واحدة من أشهر الأمراض المنتشرة والتي تتسبب بتقليل ساعات الاسترخاء والنوم بشكل جيد بسبب الشعور بالحاجة المستمرة للتحرك في القدمين والأرجل. عادةً ما يزيد شعور الدافع نحو التحرك عند محاولة الجلوس أو الاستلقاء خاصة قبل الذهاب للنوم مباشرة وقد يستمر طوال فترة النهار كذلك.
كما تلعب عوامل الجهاز الهضمي دوراً مهماً في خلل دورة النوم طبيعية لدى البعض. حيث يحدث ارتجاع مريئي عندما تعود الأحماض المعوية بكثافة عبر المرئ ليصل للاعتلال الحرقة في منطقة القلب وصعوبة البلع وأحيانا الاختناق. بينما تشمل المحفزات الرئيسية لهذا الأمر تناول وجبة ثقيلة قرب موعد النوم والإصابة ببعض الحالات المرضية كالزيادة الوزن والدوالي المريئية وغيرها مما يستوجب اتباع نظام غذائي مناسب وإجراء بعض التصحيحات العلاجية للمرض نفسه.
في النهاية فإن معرفتنا لأسباب واضطرابات مواجهة الشخص مع نومه تساعد فيما بعد بالتخطيط لتدارك تلك العقبات واستراتيجيات تحسين صحته العامة وسعادة حياته بشكل عام. لذلك ينصح دائما باستشارة اختصاصيين ذوي خبرة لتحقيق هدوء ذهني مثالي وخالي من المخاوف بشأن مستقبل نوم مستقر وبصحة جيدة بإذن الله عز وجل.