على الرغم من وجود عدة آثار موقوفة تتحدث عن "برهوت"، والتي تعد إحدى المواقع المرتبطة بعالم البرزخ والإيمان بالمقابر والأرواح، إلا أنه لا يوجد دليل صحيح وموثوق يصل بشكل مباشر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يدعم هذه الروايات. أكد العلامة الفقيه محقق الطبقات العربية للأحاديث، الشيخ الإمام ناصر الدين الألباني -رحمه الله- أن أقرب ما وصل بشأن هذا الموضوع هو مجموعة من הארוחات التي نقلتها شخصيات ذات معرفة ومعرفة جيدة ولكنها ليست متصلة بالسلسلة الذهبية للمتابعة والمصداقة.
ومن بين تلك الأثار نقلاً عن العالم الفَتَيِّ أبي عمر العدوي، وفق ما جاء في مسنده، حيث وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفضل واحات الدنيا بأنه وادي مكّة المكرمة ووادي الهند الذي نزلت به روح سيدنا آدم عليه السلام، بينما ذكر أسوأ الواحات أنها الأحقاف قرب حضر موت وبحرها المعروف باسم بير هوتا. ويعتبر الزمن المُعتمد عليها تاريخياً حوالي القرن الثاني الهجري حسب الرواة المحتمَلين لتلك المعلومات التاريخية.
ومع مرور الوقت انتقلت هذه الأفكار عبر العديد من المؤلفين المسلمين الذين كتبوا عنها ضمن أعمالهم. أحد أشهر هؤلاء كان الشيخ أبو الخير عبد الرحمن بن أبي الخير ابن القيم الجوزية الذي تطرق لهذه المسائل الدينية والفلسفية بطريقة مدروسة ومتوازنة في كتابه الشهير 'روح'. وعلى الجانب الآخر فقد استبعد البعض تماماً صحتها بناءً على نظام التحقيق المنظم للتراث الإسلامي والمعروف بتحديد درجة الصحة والسند المحتمل لكل خبر.
خلاصة الأمر هنا تكمن فيما ذهب نحوه معظم العلماء المتخصصين بالأحاديث النبوية حيث اعتبروها مجرد احتمال واردة من عالم آخر ربما يكون لديه فهم أكبر للحياة بعد الموت ولكنه ليس مستندا بدليل قطعي من القرآن الكريم والسنة المطهرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه. وهكذا فالرسول الأكرم نهانا بأن نتبع طريقة اليهود والنصارى في قبول كل ما لديهم أو رفض جميع قصصهم بدون تحقيق ودراسة وتمحيص. وعليه فإن موضوع beret يعد فرعا من فرعين: الفرع الاول يحظى بمقبولية نسبية بسبب عدم وجود دليل واضح ضدّه والثاني يحتاج الى مزيد بحث وتحري قبل الوصول لأرائه نهائية بشانه.