إذا كنتِ امرأة قد أجريت عملية إجهاض لكيس فارغ في شهرك الرابع من الحمل، حيث استمر النزيف الشديد لمدة ثلاثة أيام واضطررت إلى البقاء في المستشفى، فإن الدم الذي نزلت به ليس بحكم النفاس شرعاً. لذلك، وفقاً لما أكده علماء الإسلام، فإن هذا الدم ليس نفاسياً، وبالتالي لا يحرم عليك أداء الصلاة خلال تلك الفترة.
في مذهب الإمام أحمد وأصحاب الحديث، ينظر إلى وجود خلقة للإنسان في المضغة (مرحلة مبكرة من نمو الجنين) كتحديد لحكم النفاس. إذ يقول القرآن الكريم "ثم جعلناه نطفةً في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً"، مما يشير إلى مراحل مختلفة في تطوّر الجنين والتي يمكن تحديد وقتها بدقة علمية تقارب 84 يومًا.
بناءً على هذا التفصيل الشرعي والعلمي، يصبح اعتبار دم الإجهاض نفاسياً مشروطًا بتحقق إحدى حالتين رئيسيتين: إسقاط شيء ثبت فيه الخلق الإنساني بشكل كامل، أو مرور فترة الحمل بما يعادل 90 يومًا وما فوق. وبما أن كيسك الفارغ لم يصل لهذه المرحلة من النمو والإنجاز الجيني الكامل، فليس هناك أساس مشروع لإصدار حكم النفاس عليه.
لتوضيح الأمر بصورة أخرى، إذا كانت لديك حالة حمل أسفر عنها ولادة جنين له خلق مكتمل قبل الوصول للتسعون يوماً، حينذاك سيطبق حكم النفاس بناءً على تفاصيل الحمل الخاصة بك. ولكن نظرًا لأنه كان مجرد كيس فارغ بدون علامات للنمو الطبيعي للجنين، فإن القاعدة العامة هنا هي عدم اعتباره ضمن حالات النفاس. بالتالي، يؤخذ بكافة صلواتك أثناء فترة النزيف كما لو أنها مستمرة ولا تحتاج لقضاؤها لاحقًا.
وعليه، يمكنك الآن إعادة الانطلاق بالعبادات اليومية بما فيها الصلاة بلا أي تأجيل للقضاء عليها سابقاً عقب إجراء العملية الطبية. نسأل الله عز وجل أن يدلك سواء السبيل وأن يزيل عنك جميع الأحزان والأوجاع.