في الآية الكريمة "خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ"، يشير القرآن الكريم إلى الطبيعة الإنسانية التي تتسم بالعجلة، وهي الميل الطبيعي للإنسان نحو الاستجابة السريعة للأحداث والتفاعل المبكر مع البيئة المحيطة به. ومع ذلك، فإن العجلة ليست دائماً أفضل نهج كما قد يبدو. الإسلام يسمح بالتفاوت بين السرعة والجودة في تنفيذ الأعمال طالما يتم تحقيقها بشكل متقن.
دعونا نتفحص بعض النقاط الهامة حول هذه المسألة:
- العجلة المحرمة: تشير القاعدة الشائعة "من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه" إلى حالة عندما تستعجل شخصٌ شيئاً ما قبل وقته المناسب أو بدون التأكد من القدرة على التعامل معه بشكل صحيح. مثال ذلك الشخص الذي يستعجل الإرث بتصفية المورث أو الذي يقاطع تعليم الآخرين قبل أن يكون مستعداً لذلك.
- العجلة المقبولة: ليس كل شكل من أشكال العجلة هو مدان شرعياً. الإسلام يقدر الإنجاز الفعال وكفاءة الوقت بشرط أن يتم بإتقان. تقديم الخدمة بسرعة وباحترافية هما قيمة مطلوبة في العديد من المواقف. وهذا يدعم حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم "إن الله كتب الإحسان على كل شيء". يأتي الإتقان كجانب أساسي لهذا التوجيه الديني العام.
- دور الأخلاق الإسلامية: الأخلاق الإسلامية تؤكد أيضاً على الجدية والمسؤولية في أداء الأعمال. الأشخاص الذين يعملون بجد، مهما كانت سرعتهم، هم محل تقدير واحترام بناء على أخلاقهم الحميدة واستخدامهم للموارد بطريقة حسنة.
بالنظر إلى هذه المقاربة، يجب علينا كمؤمنين أن نحاول تحقيق توازن بين العجلة والإنتاجية مع الاحتفاظ بجودة عالية وممارسة المسؤولية الاجتماعية والدينية.