في عالم الإنترنت ومتاجر التواصل الاجتماعي مثل تويتر، يمكن أن يكون الخط الفاصل بين الحرية الشخصية والمبادئ الأخلاقية غامضًا أحيانًا. عندما ترى أحد المستخدمين، سواء كانوا رجالا أو سيدات، يشتركون بتجارب شخصية حساسة - حتى وإن كانت متعلقة بصحة المرأة مثل الآلام المرتبطة بالحيض - يجب التعامل مع الموضوع بحساسية ودقة.
وفقًا للشريعة الإسلامية، فإن نشر المعلومات الشخصية ليس محظورا بشكل مطلق، ولكن هناك اعتبارات مهمة يجب مراعاتها. أولًا وقبل كل شيء، يجب أن يتم هذا النشر بعناية وبشكل يهتم بالحفاظ على الكرامة والعفة. ثانيًا، إذا كان المحتوى يمكن أن يؤدي إلى تشجيع الفساد الأخلاقي أو خلق بيئة غير مناسبة، فقد يكون ممنوعًا.
إذا نظرنا إلى حالة الفتاة التي شاركت قصة حول صعوبات الحيض، رغم أن بعض جوانب التجارب الصحية ليست خاضعة للتحريم بشكل عام، لكن طريقة تقديم تلك القصة تعتبر ذات أهمية كبيرة. إذا صدرت التفاصيل بطرق قد تستثير الرغبات أو تخالف القيم الإسلامية للحشمة والخجل، فإن ذلك سيعتبر مخالفًا للأخلاق الإسلامية ويستوجب التحذير منه.
ومع ذلك، من المهم أيضًا التنبه إلى نية الشارح ورد فعله. على الرغم من وجود ضرورة لتحذير الآخرين من الأفعال التي قد تضر بالمجتمع أو تؤدي إلى الفوضى الفكرية أو الاجتماعية، فإنه لا يجوز فرض الأحكام الشرعية بناءً على فهم جزئي أو افتراضات غير مؤكدة. الإسلام يحثنا على البحث عن العلم والمعرفة قبل اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمور الدينية، كما يقول القرآن الكريم "ولا تقفْ ما ليس لك به علم".
وفي النهاية، ليس لكل فرد الحق المطلق في عرض أي محتوى يرغب في عرضه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدون الاعتبار الأخلاقي والقيمي المناسب. بالنسبة للسيدة المسلمة تحديدًا، فإن احترام القوانين والأعراف الدينية يعد جزءًا أساسيا من حقوقها وواجباتها. وفي جميع الحالات، الغاية هي خلق بيئة صحية وآمنة وخالية من المحاذير الدينية والقانونية والعاطفية.