انتشرت عبارة "على الله حكايتك" مؤخرًا بشكل واسع بين الشباب المصري، مما دفع العديد منهم للتساؤل عن حكم استخدامها شرعاً. بعد دراسة متأنية لهذه العبارة، اتضح أنها مستمدة من إحدى مسلسلات الدراما الشهيرة، حيث تستخدم للدلالة على اليأس والإحجام عن اتخاذ قرارات معينة بسبب عدم القدرة على حل مشكلة ما. ومع ذلك، يجب توضيح الأمر وفق الأحكام الإسلامية التالية:
إذا كان الشخص الذي يستخدم هذه العبارة يفكر في طرق قانونية ومباحة لحل تلك المشكلة، فليس هناك مانع كبير من قوله "على الله حكايتك". أما إن كان يفكر في وسائل غير مشروعة لحلها، فهذه الحالة تعتبر طلباً للمساعدة من الله لتحقيق أمر محرم، وهو ما يعد مخالفاً للشريعة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام اسم الله بطريقة تحمل احتقاراً واستخفافاً يعد عملاً مكروهًا وغير مقبول دينياً.
ومن الجدير بالذكر أن تناول ذكر اسم الله أثناء ارتكاب المعاصي قد يحمل تأويلات مختلفة بناءً على السياق والنوايا الكامنة خلف الاستخدام. فعلى سبيل المثال، إذا كانت نواياه مرتبطة بالسخرية والاستهزاء باسم الله، فهي حالة كفر واضحة تتطلب توبة صادقة ومسارعة بالتوبة. وبالمثل، إذا لم تكن نيته للسخرية ولكن فقط لإظهار الاحتجاج والشكوى، فقد يؤدي إلى معصية تستحق التأنيب والتوبة أيضاً.
وقد أكدت كتب الحديث والشريعة أهمية احترام كلام المرء وكلام الآخرين لما لذلك من تأثير كبير على الآخرة. وقال الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد ليحدث بالحسنة المكتوبة فيكون لها أجراً حتى يوم القيامة"، موضحاً كيف يمكن للقلب الواحد أن يصعد بالنفس درجات عالية بالإيجابيات والكرم في الكلام والأفعال. بينما يوضح جانب آخر: "إن العبد ليحدث بالسيئة التي لا يكتبها له حتى تكون له سيئة مكتوبة". وهكذا، فالخطأ الذي نجرؤ عليه بكلمة واحدة بسيطة قد يؤدي بنا بعيدًا عن رحمة الله ولطفه حسب التقليد الإسلامي التقليدي.
في النهاية، ينبهنا الدين الإسلامي دائماً للحفاظ على سلامة أقوالنا وأفعالنا. كما حذرنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: "العبد ليخطئ بخطيئة تكفيه منها جهنم أبعد من المشرق والمغرب". لهذا السبب، وجب علينا جميعا التحلي بالأمانة والحكمة عند اختيار ألفاظنا وتعبيراتنا لتجنب الوقوع في الخطيئة وزعزعة إيماننا الثابت برعاية رب العالمين لنا.