في عالم مليء بقصص الأشباح والخيال العلمي المرعبة، يبرز مصطلح "زومبي" غالبًا كمفهوم أساسي في روايات وبرامج الرعب الحديثة. ولكن عندما نتحدث عن الفلسفة الدينية والأخلاق، يجب توضيح أن معتقدات مثل تلك المتعلقة بالزومبي لها آثار عميقة ومباشرة على أساسيات الإيمان الإسلامي.
وفقًا للعقيدة الإسلامية، فكرة الزومبي تتناقض بشكل جذري مع التعاليم القرآنية ونبوءاتها حول الحياة بعد الموت. وفقاً لهذه النصوص المقدسة، كل نفس، عند موتها، تبقى راحة في العالم الآخر - سواء كانت طيبة أو شريرة - حتى يتم نفخ الروح مرة أخرى بنفحة الحياة خلال اليوم الأخير حسب الوعد القرآني: "ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون". وهذا يعني أنه بموجب الشريعة الإسلامية، الإنسان الذي يموت يبقى ميتًا ولا يمكن له إعادة الحياة إلا بيوم القيامة.
ومن الجدير بالملاحظة أيضًا أن ذكر الكتاب العزيز لكيفية استجابة البعض لبؤس الموت باعتبارهم يشعرون برغبة شديدة لاستعادة الفرصة لممارسات أفضل هنا دليل جيد ضد نظرية الزومبي. يقول الحق جل وعلى:"حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت"، ويعقب عز وجل قائلاً :"كالما قولته وكمن خلفه برزخ الى يوم البعثون ". بالتالي، التفكير في احتمالات عودة الأموات للأرض ليس جزءا من عقيدة المسلمين وليس مستندّا لأي حديث صحيح بشأن الأمر ذاته.
بالتالي، إيمان الشخص بوجود "الموتى الأحياء" حالياً أو المستقبل يتعارض تماماً ومت كامل مع أساسيات في العقائد الإسلامية وهو أمر مكره. بالإضافة لذلك، تقترن فرضية وجود الموتى الاحياء بسلسلة واسعة من النتائج الأخرى والتي تشمل نفي فكرة البعث والحساب أيضا وبالتالي تصبح مخالفتهم للشرائع الدينية واضحه جدا. ولذا فإن اعتبار الظاهرة كونها خرافة هي وجهة النظر المسيحية الصحيحه حيث أنها تستبعد احتمال وقوف الناس أمام الرب يحاسبونه عن أعمالهم قبل نهائيا انتقالهم لجنة او نار جهنم بناء لما ورد بالسوره نفسها ("والذين كذبوا باياتنا وكانوا بها يستخفون أولئك لهم عذاب مهين").
ختاما يجب التأكد انه بينما الاستمتاع بالقراءة والتفاعل مع قصص الخوارق جزء طبيعي من تجربة الإنسانية المشتركة بين البشر كافة ؛ فان اختراق الحدود والمعتقدات الثابتة لدى المجتمع المحافظ كالامتناععن الاعتراف بحقيقة عقيده الاسلاميين حول موضوع الحياة ما بعد المنتهى تعتبر سبباً رئيسياً لتكون رد فعل دينيا سلبي نحو محاولة اقتحام حدود المعرفة الغيبية الخاصة بديانة معينة بدون دليل دامغ يدعم الادعاء المطروح أصلاً بغض النظر عن مصدر المحتويات التسويقية المرتبطة بهذا الموضوع مثله كتلفزيون الواقع وما شابه ذلك مما يجسد نقاش عام داخل العديد من الدول المسلمة حول مدى تأثير الثقافات العالمية الجديدة علي هويتنا الدينية الأصيلة ؟ هل نحن موافقون ام مختلفون تجاه تناول مثل هاده المواضيع تحت مظلة الحرية الشخصية ؟هذا الاختلاف والتساؤلات تعد نقطة ارتكاز هامه ضمن مجريات البحث العام حول تعمق تأثيرات الإعلام الخارجي علي مجتمعنا.