يستخدم البعض في صوفية الإسلام اسم "يارب" بشكل مستقل في الدعاء، مستندين إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن رجل مسافر غير نظيف يدعو قائلاً "يا ربّ". ومع ذلك، فإن فهم هذا الحديث يجب أن يكون دقيقاً.
الحقيقة هي أن استخدام أسماء الله الواحد والإفراد ليس سنة متبعه في الدعاء حسب الشريعة الإسلامية. معظم الأدعية المنتشرة في النصوص المقدسة والأحاديث النبوية تعتمد على الجمع والكلمات الكاملة، وليس الأفراد منها.
على سبيل المثال، عندما ندعو بالسؤال لنفسنا أو حاجتنا، قد نقول "اللهم ارزقني"، أو "اللهم اهدني"، وهو شكل جمع معروف يستعمل بكثرة في الأدعية. وهذا يؤكد أهمية التعبير عن الدعاء بطريقة شاملة ومركبة وليست فردية.
أما بالنسبة لاستخدام "ربي" في الدعاء، فهو بالتأكيد له مكانة خاصة في اللغة العربية وفي الدين الإسلامي. ولكن القصد هنا ليس فقط مجرد تكرار "يا رب" عدة مرات بدون أي طلب محدد، لأن هذا يخالف طريقة الدعاء المتعارف عليها في الكتاب الكريم والسنة المطهرة.
كما يشير العديد من العلماء والفقهيين المسلمين، بما في ذلك ابن رجب وابن علان وغيرهما، فإن أدعية الأنبياء والدعايات المؤكدة والمروية عبر القرون ليست مليئة بالألفاظ الفردية البسيطة. فهي تتضمن مجموعة متنوعة ومتنوعة من الكلمات والعبارات التي تعكس الاحترام والتقدير بشكل أفضل.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نفسه لم يكن لديه نمط ثابت واحد للدعاء باستثناء الاستخدام اللغوي العام لهذه العبارات. لذا، ينبغي لنا كمؤمنين اتباع نهجه وتجنب إضافة طقوس جديدة خارج تلك المحددة في القرآن والسنة النبوية.
إذا كنت ترغب حقاً بإدخال المزيد من التأكيد الروحي أثناء دعائك، يمكنك التركيز على محتوى الدعاء والقواعد والشروط الأخرى المعروفة لتحقيق الاستجابة، بدلاً من الاعتماد فقط على عدد مرات تكرار عبارة معينة.