- صاحب المنشور: فؤاد الشرقي
ملخص النقاش:
أصبحت الحاجة إلى تحقيق توازن بيئي مستدام أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى مع تزايد التأثيرات الضارة لأنشطة البشر على النظام البيئي العالمي. يتطلب هذا الوضع تعاون عالمي واسع النطاق بين الحكومات والمؤسسات الخاصة والمنظمات غير الربحية والأفراد لمعالجة القضايا الملحة المتعلقة بتغير المناخ، وفقدان التنوع الحيوي، والتلوث، واستنزاف الموارد الطبيعية.
تتمثل إحدى أهم جوانب النقاش في تحديد المسؤوليات المشتركة لهذه الجهات الفاعلة المختلفة عند اتخاذ إجراءات ترمي لحماية البيئة. وعلى سبيل المثال، يمكن للحكومات وضع سياسات تشجع الاستدامة وتلزم الشركات باتباع أفضل الممارسات الأخلاقية بشأن الصناعات مثل الطاقة والنقل والبناء الزراعي. ومن ناحية أخرى، تقوم المنظمات غير الربحية غالبًا بإثارة الوعي العام وبرامج التعليم والدعم للجهود المحلية التي تسعى لتحقيق حلول مبتكرة للمشاكل البيئية. أما الأفراد فهم يُعتبرون أيضًا جزءًا حاسمًا من الحل حيث يلعبون دورًا مهمًا في تغيير عاداتهم اليومية نحو خيارات صديقة للبيئة والاستثمار في تقنيات مستدامة، سواء كان ذلك عبر اختيارات منتجيهم أو طريقة انتقالهم أو استخدام طاقتهم المنزلية.
ومن المهم النظر فيما إذا كانت هذه الإجراءات كافية أم أنها بحاجة لمزيد من التشديد والعزم خاصة وأن هناك العديد من التحديات المعاصرة التي تؤثر سلبيًا على حالة البيئة العالمية. فمثلاً، يعد تغير المناخ أحد أكبر المخاطر التي تهدد العالم إذ تتسبب انبعاثات الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية في رفع درجة حرارة الأرض مما يؤدي لانصهار جليد القطبين وموجات الحر والجفاف المدمر وغيرها الكثير من الآثار المضرة الأخرى. كما أنه يوجد خطر آخر وهو فقدان التنوع الحيوي بسبب الانشطار السكاني وانعدام المساحة الصالحة للعيش والحياة البرية بالإضافة لتدمير مواطن الأحياء البحرية نتيجة للتلوث والنفايات البلاستيكية المستمرة والتي أصبح لها تأثيرات كارثية طويلة المدى بل وأبعد مدى حتى الآن مما كنا نتوقع سابقًا.
بالإضافة لذلك يأتي موضوع استنفاد موارد أرضنا كمصدر قلق كبير أيضاً فهو يشمل كل شيء بدءا بالمياه وانتهاء بالمقالع والمعادن الثمينة وكذلك الغابات التي تُعتبر رئتين للأرض لكنها تحت رحمة قطع الأشجار وتحويل تلك المناطق الخضراء لأغراض زراعية وإقامة مشاريع بناء ضخمة ضمت إليها أراضي خصبة ذات يوم وكانت موطناً للكثير من الأنواع النباتية والفطرية المهددة الانقراض حاليًا وقد يزول وجودها تماماً خلال عقود قليلة قادمه إلا إذا تم التدخل فوراً واتخذ قرار يقضي بالحفاظ عليها وعدم تعرضها للغدر والإستباحة مرة أخري .
وفي النهايه ، فإنُّ إنشاء مجتمع متكامل ومتعاون يعطي الأولوية لصالح الكوكب هو مفتاح تضمين سلامتها ضمن خطط العمل الرئيسية لكل قطاع اقتصادي واجتماعي وصحي وسياسي...إن هدف هذا الأمر واضح للغاية : "تحقيق نموذج حياة ذكي وخالي من مخلفات بشرية" وذلك بطريقة تحقق رفاهيتها وتعيد بها التوازن للنظام الذي قد تهزه الانسان بسلوكاته القائمة علي مداره الذاتي الضيق دون مراعاة لما يحدث خارج نطاق رؤياه القصيرة نظره!