الجدري هو مرض معدٍ شديد قابل للانتقال عبر الاتصال الشخصي الوثيق مع شخص مصاب. وعلى الرغم من أنه تم القضاء عليه عالمياً منذ عام 1980 بفضل الجهود العالمية للقاحات، إلا أنه من المهم فهم الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بهذا الفيروس الخطير. إليكم نظرة تفصيلية حول علاماته المبكرة وأعراضه الأكثر تقدمًا.
تبدأ مرحلة الحضانة عادة بين عشرة إلى اثني عشر يوماً بعد التعرض للفيروس، وهي فترة بدون ظهور أي اعراض واضحة للمريض. ثم تبدأ مرحلة العدوى الأولى والتي تتميز بحمى خفيفة وصداع وخمول العام وغثيان وعسر هضم وإسهال واحتقان حلق. هذه العلامات العامة تشبه تلك المتعلقة بالعديد من الأمراض الأخرى مما يجعل التشخيص الدقيق مهم للغاية.
بعد حوالي ثلاثة أيام تقريبًا من بداية المرحلة الأولى، ستظهر طفح جلدي مميز يشكل أحد أهم الخصائص الفريدة للإصابة بالجدري. سوف تتطور هذه البقع لتتحول لبقع صغيرة ذات مركز أبيض محاط بدائرة حمراء بارزة تدعى "قبة". تأخذ الطفح الجلدي خلال اليوم التالي مظهرا متوسعا حتى يصل لأقصاه قبل البدء بالتكوين وصنع قشور تؤدي لاحقا للسقوط وتترك ندوبا دائمة غالبًا ما تكون ظاهرة مدى الحياة لمن عاشوا التجربة المرعبة لتلك الأيام السوداوية التاريخية.
من الضروري إدراك خطورة الجدري ومخاطره الصحية الشديدة والتي تستوجب تلقي الرعاية الطبية فورا حال وجود شكوك بالإصابة بهذه الحالة النادرة لكنها قابلة للعلاج ومنع انتشار المزيد منه بفضل المقاربات العلمية الحديثة للدفاع ضد أمراض الماضي القاسية.