الحمد لله! لقد أظهرت حرصك الواضح واتخاذك للإجراءات الاحترازية خلال فترة انتشار جائحة كورونا. من الطبيعي الشعور بالقلق حول احتمالية انتقال الفيروس، خاصة مع وجود أفراد أسرتك الذين كانوا أيضًا يعانون منه. ومع ذلك، دعينا نوضح الأمور بناءً على تعاليم الدين الإسلامي والعلم الحديث.
في حين يجب أن نحترم جميع إجراءات السلامة المتخذة لمنع انتشار المرض، من المهم أن نفهم أن العدوى ليست أمرًا مضمونًا. العديد من العوامل تلعب دورًا في كيفية انتشار الأمراض المعدية مثل فيروس كورونا (COVID-19). وفقًا للتقاليد الإسلامية، الاعتقاد السائد بين المسلمين هو أن الأمراض لا تنقل ذاتيًا، وإنما يمكن أن تكون نتيجة عوامل مختلفة بما في ذلك الالتقاء بمصاب بالفعل.
كما يشرح العالم الإسلامي الكبير ابن حجر رحمه الله تعالى في كتاب "فتح الباري"، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى". وهذا يعني أن المصيبة التي تصيب شخصًا واحدًا لا تضمن حدوث نفس الشيء لشخص آخر مجرد لأنه تعرض لعناصر مماثلة. وبالتالي، فإن مجرد لمس مقابض مغلفة بغبار فيروسي محتمل لا يجعلك مسؤولاً بشكل مباشر عن أي ضرر يصيب الآخرين لاحقًا.
بالنسبة لمشاعر الذنب والخوف لديك، فهي جزء طبيعي لما تمر بها. ومع ذلك، فإن التفكير في خطايا افتراضية مثل "الإهمال" أو "الكفر العمد" -حتى إذا ظهرت في ذهنك للحظات فقط- هي وساوس تؤكد عليها القلق النفسي وليس عقيدة دينية ثابتة. التأكيد المستمر لهذه الأفكار الوهمية يمكن اعتباره نوعاً من الوسواس القهري، والذي غالبًا ما يستهدف المجالات الدينية لدى الأشخاص المؤمنين حقًا. إن القرآن الكريم والمبادئ الدينية واضحة فيما يتعلق بالتوبة والاستغفار؛ فالاستسلام للقلب النادم والندم صادقًا يُعتبر طريق الوصول للتطهير الروحي الكامل بإذن الله.
وفي النهاية، لا تخضع لنوبات الضيق والأرق. حافظي على إيمانك وثقتك برحمة الله وكرمه وغفرانه. تذكري دائمًا أن الله سبحانه وتعالى واسع الغفران الرحيم الرحيم. تابعي اتباع بروتوكولات الصحة العامة واندمجي مرة أخرى بالحياة اليومية بثقة أكبر بالعناية الربانية المحيطة بنا جميعًا.