- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تعدّ الأفكار المتعلقة بتعزيز التعاون العلمي بين الدول العربية موضوعًا ذا أهمية متزايدة بالنظر إلى مجموعة التحديات التي تواجه المنطقة والإمكانات غير المستغلة. يتمثل أحد أكبر العوائق أمام تقدم البحث العلمي والابتكار في عدم كفاية الاستثمار في هذا المجال والاستقطاب المنخفض للمواهب المحلية والدولية على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، يعاني قطاع التعليم والتدريب أيضًا مما يساهم في تقييد القدرات الإبداعية والمبتكرة للباحثين الشباب. ومن ناحية أخرى، يحمل التعاون العلمي المحتمل العديد من الفوائد الجوهرية، حيث يمكن للدول العربية دمج مواردها واستخدام نقاط قوتها وتطوير البنية التحتية المشتركة وتعزيز التواصل الأكاديمي للحصول على نتائج أكثر شمولا وأثرًا. إن خلق مجتمع بحثي عربي متكامل سيؤدي بلا شك إلى تحسين جودة الأبحاث وإبراز الخبراء القادرين على حل المشكلات المعاصرة وعلى تطوير تكنولوجيا يمكن الاعتماد عليها محلياً وتمكين الاقتصاديين والمعماريين وغيرهما ممن يدفعون عجلة الازدهار المرتبط بالمعرفة.
**نظرة عامة على وضع البحث الحالي**
تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالفعل تركيزا متناميا نحو زيادة الإنفاق العام الخاص بالتكنولوجيا والحلول المعتمدة على الذكاء الصناعي والتي تمكن القطاعات الأساسية مثل الرعاية الصحية والنقل والأمن الغذائي. مع ذلك، يفتقر النظام العام حالياً لملمسة موحدة فيما يتعلق بمواءمة الأهداف الوطنية للأبحاث، الأمر الذي يؤثر سلبيّا على جهود الجمع بين الطاقات وإعطائها الأولوية. تشير بعض التقارير الأخيرة إلى عجز كبير بحجم 23 مليار دولار أمريكي سنويًا فيما إذا نظرنا بعناية لما تمتلكه الدول الأعضاء من قدرات فردية مقارنة بكيف يمكن لهذه البلدان العمل كوحدة واحدة لتحقيق مكاسب كبيرة عبر أعمال مشتركة وجذابة. وبينما تتسابق الأمم الأخرى ضمن سباق التحولات الديموغرافية والثورة الرقمية الحالية فإن فرص تحقيق تقدّم ملحوظ في هذه المنطقة باتت قائمة ولكنها تتطلب قراراً حازماً لتغيير مسارات موجوده أصلاً. ويتجلى ذلك أيضا عند النظر إلى حالة الجامعات ذات التصنيف العالمي والتي لا تحظى بأكثر من 1% فقط من إجمالي المؤسسات الموجودة - وهو مؤشر واضح لوجود فوارق واضحة داخل المجتمع الأكاديمي العربي الواسع نسبتها.
**رؤية مستقبلية قابلة للتحقق**
يمكن تصور عالم أفضل، إذ تؤدي فيه الشراكات الثنائية المتنوعة دوراً محورياً لدعم مشروع مجمع علوم شامل يشرك جميع جوانب العملية التعليمية والإنتاج المعرفي تحت مظلته الموحدة. فالاستفادة القصوى من شبكة كامنة تضم أكثر من 2 مليون طالب وخريجين ذوي مهارات عالية للغاية ستكون لها آثار اقتصادية واجتماعية عميقة المدى وطويل النظر. وفي الوقت نفسه، تسعى مجموعات البحوث الدولية الكبرى لإ