يُعتبر النوم حالة طبيعية من الاسترخاء، حيث تقل به الحركات الإرادية والشعور بما يحدث في المحيط. لا يُمكننا أن نُعدّ النوم فقداناً للوعي، وإنما تغيراً في حالة الوعي. هناك العديد من الأبحاث التي لا زالت تتناول وظيفة النوم الرئيسية، ولكن هناك اعتقاد شائع بأن النوم هو ظاهرة طبيعية تحدث لإعادة تنظيم نشاط الدماغ والفعاليات الحيوية الأخرى في الكائنات الحية. في هذا المقال، سنتناول مراحل النوم بالتفصيل.
مراحل النوم
مرحلة أحلام اليقظة
تُعتبر هذه المرحلة انتقالية بين اليقظة والنوم. في هذه المرحلة، يبدأ الفرد بالتفكير في العديد من الأمور التي يراها وكأنه يحلم أحلام اليقظة. يُطلق المخ خلال هذه المرحلة العديد من موجات ثيتا، التي تؤثر على كافة الموجات الأخرى للمخ، مما يؤدي إلى إبطائها. قد يشعر الفرد بأحاسيس غريبة، كالإحساس بالسقوط المفاجئ بسبب الاسترخاء السريع الذي شعرت به كافة الأعضاء في المخ. تستمر هذه المرحلة لمدة عشر دقائق، ويمكن أن تقصر أو تطول بحسب إحساس كل شخص قبل النوم.
مرحلة موجات دلتا
تُعرف هذه المرحلة أيضًا باسم "مغازل النوم". تبدأ المخ بإصدار موجات سريعة ونشطة، وتستمر هذه الفترة لمدة عشرين دقيقة. خلال هذه المرحلة، تنخفض حرارة الجسم مع حدوث تباطؤ في معدل ضربات القلب.
مرحلة نوم دلتا
في هذه المرحلة، يُطلق المخ موجات شديدة البطء تُعرف باسم "موجات دلتا". تُعتبر هذه المرحلة انتقالية بين النوم الخفيف والنوم العميق. تبدأ موجات دلتا في التحكم بكافة العضلات والخلايا في الجسم، مما يؤدي إلى إبطاء أدائها إلى درجة منخفضة. يبدأ الجسم بالدخول في مرحلة النوم العميق، والتي تستمر لمدة ثلاثين دقيقة أو أكثر.
مرحلة النوم العميق
تُعتبر مرحلة النوم العميق الأكثر تعقيدًا من بين مراحل النوم السابقة. تحدث خلال هذه المرحلة معظم الأحلام التي تتم رؤيتها خلال النوم، إضافة إلى ظاهرة الحركة السريعة للعينين (REM). يتزايد نشاط المخ خلال الحلم، ويمكنه تحريك بعض الأعضاء الإرادية، كاليدين والقدمين. يعتقد العلماء أن حدوث هذه الظاهرة ناجم عن الأحلام ذاتها، حيث يُصوّر العقل للإنسان مجموعة من الصور التي يتجول بداخلها وكأنها حقيقية. يرى العلماء أيضًا أنه بإمكان الفرد رؤية الأحلام في المرحلتين الأولى والثانية، ولكن هناك احتمالية عدم تذكرها عند الاستيقاظ من النوم. لذا، فمرحلة الأحلام الحقيقية هي مرحلة النوم العميق.
خاتمة
النوم هو عملية معقدة وضرورية لصحة الإنسان. فهم مراحل النوم يمكن أن يساعدنا على تحسين جودة حياتنا وصحتنا العامة. كل مرحلة من مراحل النوم لها دورها المحدد في تعزيز الراحة الجسدية والعقلية، ولذا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أهمية الحصول على نوم جيد ومنتظم.