في الإسلام، يعد استخدام العطر عملاً شائعاً ومحبوبًا لدى المسلمين. وقد أكدت السنة النبوية على أهمية تطيب المسلم لنفسه في مواقف معينة. أولها، يوم الجمعة وصلاة الجماعة التي لها فضل كبير لدى المسلمين. كما يشمل أيضًا حالة الإحرام أثناء أداء مناسك الحج والعمرة.
وعن يوم الجمعة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم" (متفق عليه)، مما يدل على أهمية الاستعداد لهذا اليوم المبارك بغسل الجسم وتطيبه. بالإضافة إلى ذلك، يستدل الفقهاء من الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتنظيف النفس وتعطرها قبل الذهاب لصلاة الجمعة إن وجد المرء بذلك قدرةً وطيبةً ("عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلِم". - صحيح مسلم).
أما بالنسبة للإحرام والحج والعمرة، فإن التطيب له دور بارز أيضاً وفق السنّة المطهرة حيث كانت زوجته فاطمة بنت الرسول تقصد تعتيق ماء عطر لتطيbe الجسد المحرم بهذه الحالة المقدسة("وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أحرم غزا تشبه بوجهه ويديه").
وما عدى هاتان الحالتان الخاصة بالتطيب حسب النصوص الدينية الثابتة، تشجع سنة نبينا الكريم محمدﷺ والتقاليد الإسلامية عامة على اتباع نهج حياة نظيفة ومنتعشة الروائح كريهة عبر اعتماد نظام غذائي متوازن وغسل للجسد بشكل منتظم بما فيها فرش الأسنان باستخدام السواك وهو عصى شجرة الأقحوان المعروفة بفوائد صحية رائجة منذ القدم مثل منع تسوس الأسنان وتمشيط الشعر وفوائده المتنوعة الأخرى والتي يمكن أيضا اعتبارها جزء من نمط الحياة الصحية المقترحة ضمن المنظومة العقائدية للدين الاسلامي.
وفي الأخير، يؤكد العلماء أنه رغم عدم وجود نص شرعي خاص باستثنائيات أخرى للتطيب خارج نطاق ذكر يوم الجمعة والإحرام إلا أنها تعتبر ممارسات محموده اجتماعياً وثقافيّاً مستمدة أساس تواجدها داخل الثقافة الإسلامية العامة كون مجتمعات المؤمنين تتشارك نفس القيم المجتمعية والأخلاقيّة المرتبطة بنظافتها الشخصية وتجميل صورتها أمام الآخرين أفراداً كانوا أم مجموعات بشرية تعيش تحت مظلة فلسفة الدين الواحد وهو الدين الإسلامي الحنيف.