يحتاج القلب إلى إمداد مستمر بالأكسجين والمواد الغذائية مثل أي عضلة أخرى في الجسم. يحتوي القلب على ثلاثة شرايين تاجية، اثنان منها كبيران، والشرايين المتفرعة التي تنقل الدم المؤكسد إلى عضلة القلب. إذا انسد أحد هذه الشرايين، قد يؤدي ذلك إلى نقص كمية الأكسجين المتدفق إلى القلب، مما يسمى بنقص تروية القلب. إذا استمر هذا النقص لفترة طويلة، فإن أنسجة القلب ستموت بسبب احتياجها إلى الأكسجين، مما يؤدي إلى الإصابة بما يسمى بالنوبة القلبية أو الجلطة القلبية، التي تعرف طبياً باسم احتشاء عضلة القلب. تحدث معظم الجلطات القلبية خلال عدة ساعات، لذلك يجب على المصاب عدم انتظار طلب المساعدة في حال ظهور أعراض الإصابة بالجلطة القلبية.
أسباب الإصابة بالجلطة القلبية
قد تؤدي قلة كمية الأكسجين المتدفق إلى القلب إلى حدوث الجلطة القلبية. تحدث معظم الجلطات القلبية نتيجة الإصابة بأمراض القلب الإقفارية، وهي الحالات الطبية التي تتراكم فيها مادة شمعية داخل الشرايين التاجية التي تغذي القلب بالدم الغني بالأكسجين. يؤدي تراكم الشمع إلى تصلب الشرايين، ويحتاج الشمع إلى سنوات عديدة لكي يتراكم. قد يؤدي تراكم الشمع إلى انتفاخ الشريان، مما يؤدي إلى تشكل الجلطة الدموية فيه. إذا زاد حجم الجلطة الدموية، فبإمكانها أن تمنع تدفق الدم بشكل جزئي أو كلي عبر الشريان التاجي. سيبدأ جزء من عضلة القلب التي يغذيها الشريان بالموت إذا لم يتم علاج الانسداد بسرعة. هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تراكم المادة الشمعية وحدوث انسداد في الشرايين التاجية، وتتضمن:
- الدهون المهدرجة: تساهم الدهون المهدرجة، أو غير المشبعة، في انسداد الشرايين، وتوجد هذه الدهون في أنواع متنوعة من الأطعمة المصنعة.
- الكولسترول الضار: يعد الكولسترول الضار، والذي يعرف باسم البروتين الدهني منخفض الكثافة، أحد الأسباب الرئيسية لانسداد الشرايين. يتم تعريف الكولسترول على أنه مادة عديمة اللون توجد في الطعام الذي يتم تناوله يومياً. ليس كل الكولسترول سيئاً، إلا أن الكولسترول منخفض الكثافة يمكن أن يلتصق بجدران الشرايين، وينتج مواد تعرف باسم اللويحات، وهي مواد صلبة تمنع تدفق الدم في الشرايين، مما يؤدي إلى التصاق الصفائح الدموية التي تساعد على التجلط.
- الدهون المشبعة: تساهم الدهون المشبعة التي توجد في اللحوم ومنتجات الألبان في تراكم اللويحات في الشرايين التاجية، بحيث تؤدي هذه الدهون إلى انسداد الشرايين عن طريق زيادة كمية الكولسترول الضار في الدم.
- تشنج الشرايين التاجية: يعد تشنج الشرايين التاجية من الأسباب الأقل شيوعاً للإصابة بجلطات القلب. يؤدي التشنج إلى انخفاض كمية الدم المتدفق عبر الشرايين، ويمكن للتشنج أن يحدث في الشرايين التاجية التي لا تتأثر بتصلب الشرايين. يمكن أن يحدث التشنج الشرياني نتيجة للعديد من المسببات، مثل التدخين، التعرض للبرد الشديد، والتعرض للإجهاد العاطفي.
أعراض الإصابة بالجلطات القلبية
هناك العديد من الأعراض التي تصاحب الإصابة بالجلطات القلبية، مثل:
- ضيق التنفس: يمكن أن يكون ضيق التنفس العرض الوحيد للإصابة بالجلطات القلبية، حيث يمكن أن يحدث عند الراحة أو عند ممارسة بعض النشاط البدني.
- الشعور بالانزعاج في الجزء العلوي من الجسم: قد يشعر المصاب بالجلطة القلبية بألم في أحد الذراعين أو كليهما، أو في الكتف، أو الرقبة، أو الجزء العلوي من المعدة.
- عدم الراحة في الصدر: غالباً ما يكون الشعور بعدم الراحة في منتصف الصدر أو في الجانب الأيسر منه، وعادة ما يستمر هذا الشعور لأكثر من بضع دقائق، وقد يختفي ثم يعود مرة أخرى. يمكن للشخص الذي يتعرض للجلطة القلبية أن يشعر بالضغط، أو الامتلاء، أو الألم، أو الحرقة.
- أعراض أخرى: قد تتضمن الأعراض الأخرى للجلطات القلبية ما يلي: الغثيان، الدوخة، السعال، التعرق، والتقيؤ.
عوامل خطر الإصابة بالجلطة القلبية
هناك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة خطر التعرض للإصابة بالجلطات القلبية، وتتضمن هذه العوامل ما يلي:
- داء السكري: يفرز البنكرياس هرمون الإنسولين الذي يسمح للجسم باستخدام السكر. تؤدي الإصابة بالسكري، الناتجة عن عدم إفراز كميات كافية من الإنسولين أو بسبب عدم الاستجابة للإنسولين بشكل صحيح، إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات القلبية.
- ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف الشرايين التي تغذي القلب بمرور الوقت. يشكل ارتفاع ضغط الدم المرافق للسمنة، أو السكري، أو ارتفاع الكولسترول، أو التدخين خطورة أكبر في التعرض للجلطات القلبية.
- التدخين: يزداد خطر الإصابة بالجلطات القلبية لدى الأشخاص المدخنين.
- التاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة لدى الأشخاص الذين تعرض أحد أقاربهم إلى الإصابة بالجلطة القلبية.
- قلة النشاط البدني: تساهم قلة النشاط البدني في رفع مستويات الكولسترول في الدم والإصابة بالسمنة. يتمتع الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بصحة أفضل للقلب والأوعية الدموية، الأمر الذي يقلل من خطر تعرضهم لنوبة قلبية بشكل عام.
- السمنة: يزداد خطر الإصابة بالجلطات القلبية لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المرتبطة بارتفاع مستويات الكولسترول في الدم، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري.
- التعرض للضغط النفسي: قد يستجيب بعض الأشخاص نحو الضغط النفسي باتباع أساليب يمكنها زيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية.
- العمر: يزداد خطر الإصابة لدى الرجال الذين هم في سن 45 عاماً أو أكثر، والنساء اللواتي في سن 55 عاماً أو أكثر.
تشخيص الإصابة بالجلطات القلبية
يمكن أن يلجأ الأطباء وكادر الرعاية الصحية بالمستشفى إلى إجراء العديد من الفحوصات لتشخيص الإصابة بالجلطة القلبية، مثل: تصوير الأوعية التاجية، تخطيط القلب، الأشعة السينية للصدر، وتحليل الدم.
الجلطة القلبية يمكن أن تكون قاتلة لو تم التأخر في إسعافها! فما الأسباب التي قد تؤدي إليها؟ تتضمن الأسباب الرئيسية تراكم المواد الشمعية في الشرايين التاجية، وتشنج الشرايين، والعوامل المرتبطة بنمط الحياة والتاريخ العائلي. تكمن الحماية من الجلطات القلبية في تبني نمط حياة صحي، والتخلص من العادات الضارة، ومراقبة الحالة الصحية بانتظام.