الحكم المتعلق بكلام الشخص الذي يدلي بتعبيره عن كرهه لغسل الجنابة يرتكز بشكل أساسي على نية الفرد وأهدافه خلف تلك الكلمات. الأمر ليس بسيطاً كما يبدو، إذ يمكن لهذه العبارة أن تحمل دلالات مختلفة تستوجب تحليلًا عميقًا لفهم السياق والهدف الأصلي.
عند دراسة قول المرء أنه لا يحب أداء فريضة الغسل بنية طاعة الله عز وجل، حينئذٍ فإن هذا التصرف يعد كفراناً لحكم رب العالمين، مما يؤدي إلى بطلان الغسل وفق التعاليم الإسلامية. وذلك لأن الاستياء من الأحكام الإلهية يُعتبر شكلاً من أشكال الكفر، حتى لو قام الفرد بإتمام الشعيرة نفسها. يشهد القرآن الكريم لهذا المعنى بوضوح عندما يقول جل وعلى: "والذين كفروا فتَعَسًّا لهم وأضل أعمالهم".
ومع ذلك، قد يكون هناك جانب آخر للموقف، حيث يتم التعبير عن الكرها بسبب الجانب المادي للشعيرة مثل برد الماء أو المرض أو الكسل وما شابه ذلك – رغم قبول المفروض إسلامياً. هنا يجب التأكيد على أن الأفراد الذين يعبرون عن كرههم للأفعال المؤلمة جسديًا فقط هم مستثنين من أي انتقاد شرعي أو عقوبة. ينص القرآن أيضاً قائلا: "...كتب عليكم القتال..." موضحاً أن النفور الطبيعي نحو الأعمال التي تتطلب جهود كبيرة لا يعني الخروج ضد الدين.
وفي النهاية، يبقى تحديد النيات والمعاني المرتبطة بتلك العبارات ضمن المجالات الخاصة بفقه اللغة والنفس الإنسانية. بناءً على كل ذلك، إن كانت نيّة الناطق تكمن في مقاومة أمر تشريعي، فهو مرتد ويقع تحت مسمى الملحد والكافر، بينما إذا كان هدفه مجرد الاعتراف بالحالة العاطفية المرتبطة بالأمر المطالب به بدون اعتراض فعله، فهذه حالة قابلة للتسامح وإعادة النظر فيها حسب التقليد الديني المعتاد. لذلك تبقى صلاحية الوضوء والسجود قائمة بلا تأثير سلبي فيما يتعلق بالسلوك الأخير.