فيما يتعلق بسؤالكم حول مساعدة الأب لأحد أبنائه الكبيرين بشراء منزل وقرض مالي آخر لمساعدته في الزواج، فإن الأمر يحتاج إلى توضيحات شرعية مهمة.
وفقاً للشريعة الإسلامية، عندما يقوم الأب بتقديم هدية أو دعم مالي لأحد أبنائه، سواء كانت هذه الهبة لقرض سيارة أو شراء منزل، يجب مراعاة عدالة المعاملة بين جميع الأطفال. هذا يعني أنه ليس من المناسب تحويل جزء من الميراث بشكل فردي قبل وفاة الأب، حيث يجب تحقيق العدالة والمساواة بين كل الأخوة والأخوات. كما أكدت السنة النبوية على ضرورة التوزيع العادل للعطايا لمنع أي شكل من أشكال الظلم.
على سبيل المثال، الحديث الشريف المتفق عليه عن النعمان بن بشير يؤكد أهمية التحقق من وجود تساوي في التعامل مع الأملاك والعطاء بين الأولاد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "آتُونَّ النساءَ صدقاتهنَّ نافلةً". (رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم). وهذا يشمل مختلف أنواع الدعم والتبرعات المقدمة خلال حياة الشخص.
أما بالنسبة للمساعدات المقدمة أثناء الزواج، فهي ضمن نطاق الإنفاق اللازم والذي يمكن تقديمه وفق القدرة والقادر. فعندما يكون لدى أحد الأبناء حاجة أكبر بسبب الفقر أو الحالة الاقتصادية الصعبة، فقد يكون توجيه أكبر قدر ممكن من الدعم إليه هو الخيار الأنسب للحفاظ على حقوق الجميع وضمان الاستقرار الأسري. ولكن بمجرد حصول هذا الابن على موارد أفضل، لا يحق للأب المطالبة باستعادة تلك النفقات السابقة. إنها نوع من المسؤوليات المنصوص عنها والتي تمت تلبية حاجتها فور ظهورها.
وفي النهاية، ينصح دائماً بالحفاظ على روح الرحمة والعدالة عند تقديم المعونة لأفراد الأسرة. فالهدف الرئيسي لهذه المعاملات هو تعزيز الروابط الأسرية وتحقيق الرخاء المشترك تحت ظل تطبيق القوانين الربانية.