يمكن للمسلمين الذين يقيمون على نهج الرسالة المحمدية أن يجدوا الراحة والأمل في رسالة مهمة حول موضوع التوارث الديني والعطاء الروحي للأعمال الصالحة. وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن الشخص الذي يرثي ويقتدي بعمل صالح قام به شخص متوفى يستحق جزاءً مماثلاً لهذا الفعل نفسه. وهذا مبني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة". ومعنى هذا الحديث يعني حرفياً، أنه عندما يؤدي شخص ما فعل الخير ويتبع الآخرين خطواته، يكافأ صاحب الأصل الأصلي مع أولئك الذين امتثلوا لأفعاله.
في حالة والدك -رحمه الله- الذي كان معروفاً بعبادته المستمرة والتزامه بالتقاليد الدينية، فإن تكرار هذه الأعمال لنفسك سيكون طريقة رائعة لإحياء ذكرى خدمته الحميدة. من خلال محاكاة طرائقه المباركة والاستمرار في مسيرة التقرب نحو رب العالمين كما بدأها، يمكنك الحصول على جزء كبير من مكافأة الآخرة التي وعد بها النبي الأعظم رضوان الله عليه. ومن الجدير بالذكر هنا أيضًا تأكيده صلى الله عليه وسلّم بأن عدم نقص أجر هؤلاء المتبعين يشجع الجميع على مشاركة الخير وفعل المعروف بدون انتظار مقابل زمني فقط ولكن حتى بعد انتقال الحياة الدنيا وانتهاء مدتها.
ختاماً، يمكن النظر لهذه المقارنة بين حياتهما بشكل عام كمصدر إلهام مستمر للتقدم نحو تحقيق المزيد من البركات الشخصية والجماعة تحت مظلة الرحمة الربانية الواسعة والتي تُعتبر رد اعتبار لطرح الأفكار الجديدة والمبتكرة بما يعود بالنفع والخيري العام لكل فرد ومؤسسة داخل المجتمع الإنساني واسعا ومترامي الأطراف. نسأل الله عز وجل أن يغفر لنا ولكل المسلمين وأن يصلح حالنا جميعاً لما فيه صلاح ديننا ودنياؤنا إنه سميع مجيب الدعوات.