في حال قررت تقديم نذر بأن تقوم بتدريس القرآن الكريم مجانا للأجانب لمدة محددة، مثل شهرين مثلاً، ولا داعي هنا لتذكير النية الأصلية لهذا القرار المقدس. وفقًا للمذاهب الإسلامية، بما في ذلك رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فإن قول "نذر عليّ"، يليها فترة قصيرة من التفكير (خمس ثوان) وبعدها تحديد طول الفترة الزمنية المنوي تنفيذ النذر خلالها ("مدة شهرين") تعتبر كلاماً مرتبطاً ومتماسكاً. وهذا يعني أن نذر التدريس المجاني يجب أن يستمر فقط لفترة الشهرين التي حددتها لنفسك.
ومع ذلك، عندما يأتي نهاية هذه الفترة وتقرر القيام بالعمل مقابل أجر، فهذا جائز تمامًا حسب الشريعة الإسلامية. حيث أن الفقه الإسلامي يسمح باتخاذ قرارات جديدة لاحقاً أثناء وجود حالة النذر قائمة، خاصة عندما تكون هناك حاجة عملية للتغيير. لذلك، يمكنك شرعاً قبض الأجر عن عملك بعد انتهاء الفترة الأولى البالغة شهرين.
هذه الاجابة مبنية على قاعدة مهمة وهي ارتباط الأفكار والمعاني في النص الواحد عند الحديث عن الأمور الدينية والنذر بشكل خاص، والتي تتفق مع العديد من الأحكام الفقهية المتعلقة بالنذر والتراجع عنه تحت ظروف معينة.
