في سياق العلاقات العائلية والمالية، تعد القواعد المتعلقة بالهبات ذات أهمية كبيرة خاصة عندما تكون للأمهات. وفقاً للشريعة الإسلامية، تعتبر الهبة عقد تنازل بلا مقابل شرعي يتم بموجب نقل ملك شيء من شخص إلى آخر. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات لهذه القاعدة العامة.
- عدم جواز الرجوع: بشكل عام، إذا قامت الأم بإعطاء ابنها هدية أو هبة ووقع عليها الأخير، فلا يحق لأحد الطرفين إعادة النظر في هذه المعاملة. وذلك استناداً للحديث النبوي "العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه". أي أن الشخص الذي يأخذ عطية ويردها مرة أخرى يشبه الكلب الذي يتقيأ ثم يعيد تناول ما برزه.
- استثناءات محدودة: رغم هذا الأصل العام، هناك حالات يمكن للأم فيها العدول عن قرارها:
- الهبة للأطفال: باستثناء وحيد، يمكن للأهل استعادة ممتلكاتهم التي قدموها لأولادهم. ولكن يجب التأكد بأن الهدف الأصلي منها لا يزال قائماً وأن الظروف التي أدت لتقديم تلك الهبة لم تتغير بشكل جذري.
- الهبة المشروطة: إذا أعطيت الأم شيئاً بشرط تحقيق أمر ما (مثل حسن التعامل مثلاً) ولم يصل الأمر لهذا الشرط، حينذاك تستطيع الأم المطالبة باستعادة ما أعطيته.
- موت الأم: حال وفاة الأم، يفقد جميع أفراد العائلة الحق في الرجوع للهدايا المقدمة سابقاً سواء كانوا يرثون أم لا.
- تأثير الوضع القانوني: بينما ينظر الدين الإسلامي للحالات المختلفة بناءً على الأدلة القرآنية والنبوية، فإن الأحكام المدنية قد تأتي بتعديلات تخص خصائص المجتمع المحلي وظروفه الخاصة. لذلك، من الضروري مراعاة التشريعات الوطنية بالإضافة للتوجيهات الدينية أثناء التعامل مع مثل هذه المسائل الحساسة المرتبطة بالأمن الاقتصادي للعائلات.
لتجنب الخلافات والاستقطاعات غير المرغوبة داخل العائلة الواحدة، يفضل دائماً وضع اتفاقيات واضحة حول الشروط المصاحبة لأي نوع من أنواع التبادلاتfinancial ضمن بيئة قانونية آمنة وموضوعية قدر المستطاع.