إذا أعطاك أحد الأصدقاء مبلغًا ماليًا للأيتام، سواء كان ذلك في مصر أو السعودية، فإن الواجب عليك الالتزام بما حدده لك المتبرع. إذا حدد لك يتيما معينا أو بلدا معينا، فلا يجوز لك التصرف في هذا المبلغ إلا وفقًا لإرادته. الوكيل، في هذه الحالة، لا يتصرف إلا بما أذن له فيه فقط.
في غياب تعليمات محددة من المتبرع، فإن الأصل هو أن تنفق المال في البلد الذي أنت فيه، حيث أن هذا هو المتبادر من فعله. العملة المذكورة هي العملة التي تنفق فيها عادة. إذا أراد المتبرع أن تنفق المال في بلد آخر، لكان قد أخبرك بذلك أو طلب منك صرف المبلغ بعملة البلد الآخر.
ومع ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن أيتام بلدك وبلد المتبرع غالبًا ما يكونون أكثر استحقاقًا للمساعدة، نظرًا لفقرهم الشديد. فهل يعقل أن تنقل الصدقة من بلد الفقراء إلى بلد يغلب على أهله الغنى والاستغناء عن تلك العطية؟
إذا لم يمنع المتبرع من صرف المال في أيتام البلد الذي سافرت إليه، أو طلب منك أن تنفقه هناك، وأعطاك ألف جنيه، فلا يلزمك إلا ما يعادلها بعملة البلد الذي أنت فيه. لا يلزمك أن تخرج ألف ريال.
في النهاية، إذا كنت غير متأكد من كيفية التصرف، فمن الأفضل أن تستشير المتبرع مرة أخرى. إذا أذن لك، فحسنًا، وإلا فعليك إعادة المال لتنفق في أيتام بلدك وبلد المتبرع.
والله أعلم بالصواب.