يعاني العديد من الأزواج مما تشكو منه في حالتك، حيث توجد خلافات شديدة حول موضوع حساس للغاية يتعلق بالسحر. أولاً، يجب التأكيد على أهمية عدم اتهام أي شخص بسلوك مشين كالاعتقاد بقيامه بالسحر دون دليل قاطع. فقد يؤدي هذا الاتهام إلى كبرى الذنوب ويسبب الفتنة والكذب وانتهاك حرمة الآخرين. لذلك، فإن الاعتقاد الظني بالإصابة بالسحر أمر مستبعد شرعا ما دام ليس هنالك دليل مقنع.
إذا كانت لدى زوجتك شعورا باحتمالية تعرضها للسحر، سواء كنت ترجع ذلك لزيارات سابقة لديها لعائلتك الأصلية أم لا، فإنه من المستحب لها أخذ احتياطاتها الشخصية الخاصة بشأن هذه العلاقات، وذلك لحفظ سلامتها وضمان راحتها النفسية دون الإضرار بصورتها أمام المجتمع. ومع ذلك، ليس من الطبيعي مطالبتها بالحفاظ على مسافة بينهما ومنعه ابنكما الصغير البالغ خمس سنوات فقط من التواصل مع جدته! فالصلة بالجداة هي أحد أبواب البر والإحسان التي أكد الإسلام ضرورة المحافظة عليها. وعلى الرغم من كون الجدة ليست "عليلة"، اي بالقرابة الدموية، إلّا ان حقوقها محفوظة بموجب السنة النبوية المطهرة.
ومن الواضح كذلك ان تصرفات ابن عمك تلك دافعٌ رئيسي لتدهور العلاقة بين المرأة وزوجها الحالي نتيجة سوء التفاهم والخلافات المتبادلة خلال الفترة الأخيرة والتي أثرت بشكل سلبي كبيرعلى حياتهم الاجتماعية ونقاء بيئتهم الأسرية الصغيرة. وفي حين تبدو عقدة السحر وكأنها البوصلة الرئيسية لهذا الوضع المعقد إلا انه يستحق التنويع نحو مواجهة جذوره المحتملة الأخرى المحتملة داخل نفسيات طرفيه. وقد يرغب الزوجان بشدة الاستماع الي النصائح المقدمة هنا والتي تؤكد اهمية البحث عن حل وسط يرضي الجانبين ويتضمن استمرارية رابط الدعوة للعائلة الكبيرة عبر وسائل مناسبة وفعالة وغير مؤذيّة لطرف آخر . وفي النهاية تبقى أفضل الحلول المقترحه هي محاولة تهدئة ام التعاسة واستيعابه قدر المستطاع ومناقشة جميع الخيارات المناسبة لإعادة بناء الثقة مجددًا وتحقيق الانسجام فيما بينهم من جديد بإذن رب العالمين جل وعلى.