يتناول هذا المقال المقارنة بين آية قرآنية تحديدا حول وصف حياة الضالين والجاحدين في جهنم كما ورد في سورة النبأ (الأية ٢٢ - ٢٦)، وحقيقة وجود عذاب "الزمهرير" ضمن عقوبات النار كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
يذكر النص القرآني عدم قدرتهم على الاستمتاع ببرود يسكن ناراً توقد وتشتعل بلا توقّف، وكذلك نقصان الماء والشراب الذي يمكن أن يخفف لهيب المحنة التي يعانون منها. فهم لن يحصلوا على أي شيء يمكن اعتباره برداً مهدءاً أو مياه طهور لترويح ظمأ قلوبهم ومجاورات أجسامهم المتضررة. أما بالنسبة لحرارة الزمرير، فقد أكدت الأحاديث النبوية التي رواها أبو هريرة رضوان الله عنه أن "الزمهرير"، رغم أنه يبدو غير منطقي الحدوث داخل عالم تحتدم فيه الحرائق، إلا أن ذلك جزء من مجموعة متنوعة من العقوبات المنتظرة لمن خرجوا عن طريق الحق والرشاد. حيث يتم التشبيه هنا بأن الشعور بالحرارة اللافح والعاصفة القارسة هما نمطان مختلفان للعقاب موجودتان بالفعل أمام ناظرينا خلال الحياة اليومية, ويكشف الحديث أيضًا جانب آخر وهو كون تلك الموجبات ليست مجرد دلائل تقليدية لعالم اخر بعيد ولكن هي امتداد لاستعداداتها الداخلية لكياناتها الخاصة بالمكان المقابل للمعترفين بإخلاص وخالص إيمانهم المطيع لله الواحد الاحد الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر.
ومن الجدير بالتنويه إليه أيضاً أن الظروف البيئية المختلفة والتي نشعر بتطرفها سواء كانت حارة جدا او قاسية البرودة تشابه كيف سيكون مصير المكذبين يوم المعاد عندما يقذفون بكل جرمهم وعظامهم الى قلب هذا الهاوية العمياء التي تدعى جهنم. إنها حالة دائمة بدون فرصة للحصول على أي ارتياح جسدي مهما كان بسيطا .