مع التقدم الكبير في الطب الحديث، أصبح تحديد جنس الجنين ممكنًا حتى قبل اكتمال الشهر الثالث من الحمل. هذا الأمر ليس فقط مصدر فضول للآباء والأمهات المستقبليين، ولكنه قد يكون أيضًا مهمًا لأسباب طبية معينة أو اختيارية. دعونا نستعرض بعض التقنيات التي يمكن استخدامها لهذه الغاية.
أولاً، هناك اختبار الدم المعروف باسم "اختبار الشاشة المشتركة"، والذي يجري عادة بين الأسبوع العاشر والسابع عشر من الحمل. يتضمن جمع عينة دم من الأم لفحص مستويات هرمونات محددة مرتبطة بالحمل. يعتبر هذا الاختبار أكثر دقة بعد الأسبوع الرابع عشر تقريبًا، ولديه القدرة على اكتشاف الجنس بدقة حوالي 98%.
ثانيًا، يتم إجراء اختبار آخر يسمى بالتصوير بالموجات فوق الصوتية، والمعروف أيضا بتقنية "السونار". يستخدم هذه التقنية الموجات الصوتية لإنتاج صور للعظام والفراغات داخل الجسم. خلال الثلث الثاني من الحمل - وهو ما يقارب الشهر الخامس – تبدأ الأعضاء التناسلية الخارجية للجنيّن في الظهور بشكل واضح يمكن التعرف عليهما جنسيًّا. ومع ذلك، فإن الدقة تعتمد إلى حد كبير على مهارة وخبرة الفاحص الطبي.
بالإضافة لذلك، يوجد أيضًا خيار أخذ عينات الخلايا عبر فحص السائل الأمنيوسي أو بإجراء عملية تشخيص كروموسومي تسمى بيوبسي الحبل الصبغي (CVS). لكن يجب التنويه بأن هاتين العمليتين تحملان مخاطر عالية ويجب القيام بها تحت إشراف طبي متخصص فقط.
في النهاية، بينما توفر كل طريقة معلومات حول جنس الجنين، إلا أنها جميعا لها حدودها الخاصة وتتطلب خبرة متخصصة لتحقيق النتائج الأكثر دقة وموثوقية. دائماً عند النظر في مثل هذه الاختيارات، ينصح باستشارة الطبيب المختص والتحدث معه بشأن التفاصيل والآثار المحتملة لكل منها.