يجوز للمسلمين أداء صلاة الوتر بتقسيمها إلى عدة جلسات خلال الفترة الزمنية الخاصة بها، والتي تمتدّ من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر. جاء هذا التوجيه المستند إلى الحديث النبوي الشريف الذي يؤكد مرونة وقابلية استيعاب صلاة الوتر ضمن مجموعات مختلفة.
وفقاً للسنة المطهرة، كانت السيدة عائشة أم المؤمنين تؤدي صلاة الليل التي تتضمن الوتر بمجموع ١١ ركعة، حيث تقوم بالتسليم بعد كل ركعتين وتؤدي الوتر بركعة واحدة. كذلك ذُكر عن الإمام أحمد بن عمر بن الخطاب أنه كان يصلي صلاة الليل بـ"مثني مثني"، أي ركعتين خلف بعضهما البعض، وبعد ذلك إذا شعر بالخشية من دخول الصبح صلى ركعة وحيدة تعتبر وتراً لما قام منه سابقاً. وهذا يدعم المرونة في تنفيذ هذه الطقوس الدينية وفق الظروف الشخصية لكل فرد.
بالإضافة لذلك، فإن وقت أداء صلاة الوتر ينطلق من انتهاء صلاة العشاء وحتى طلع الفجر، مما يعني امتداداً لفترة زمنية كبيرة نسبياً تسمح بإمكانيات متنوعة لأداء الأفعال الدينية بما يتناسب مع القدر المستطيع لكل مسلم. وبالتالي ليس هناك حاجز شرعي يحرم التقسيم الزمني لصلاة الوتر فيما بينها بشرط احترام حدود الوقت المحددة لها. فالهدف الرئيسي لهذه الشعيرة هو خشوع القلب وطاعة الرب عز وجل أثناء الخلوة مع الذات والتواصل معه سبحانه وتعالى.