بعد بحث شامل ودراسة متأنية للأحاديث النبوية والشريعة الإسلامية، اتضح لنا أن فرس النهر، رغم تسميته الغريبة، يعد من الحيوانات المستساغة شرعاً للإنسان. وفقاً لكبار علماء الفقه، فإن فرس النهر ليس فقط غير محرم أكله، ولكنه أيضاً محلّ لبحث وتحليل معمقان.
ويرتبط تحديد حالة حلال فرس النهر بالإطار العام للشريعة الإسلامية فيما يتعلق بصيد البحر وطعام البحار. فقد ورد في القرآن الكريم: "أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ" (المائدة: 96)، بينما نقل عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قوله حول البحر: "(هو) الطهور ماؤه الحل ميتته". بناءً على ذلك، يُعتبر فرس النهر جزءًا من غذاء البحر، بغض النظر عن المكان الذي يقضي فيه بعض الوقت.
على الرغم من أن حياة فرس النهر تتضمن فترة كبيرة منها على الأرض، إلا أنها تعتبر ضمن فئة غذاء البحر بسبب ارتباطها الوثيق بهذه البيئة. كما ذكر ابن القاسم، أحد تلامذة الإمام مالك، بأن ما يألف الماء كبيئة دائمة يستحق وصف "الحيوان البحري"، وبالتالي يخضع لقواعد مختلف قليلاً. مثال آخر قدّمته المدونة المالكيّة تفيد بأنه ينصح بذبح فرس النهر ولكن ليس شرطاً ثابتاً.
وفي نظر أخرى للحالة نفسها، رأى البعض أن فرس النهر مشابه للحيوانات البرية الأخرى التي تدرس حالاتها بشكل فردي بموجب شروط الذبح إذا كانت تعيش جزئيًا على الأرض. ومع ذلك، فإن الاستنتاج الأكثر انتشاراً هو أن فرس النهر يحمل هويّة بحرية ونابعًا بذلك عن لحم بحري يسمح بتناول الطعام بدون ذبح حسب معظم مدارس التفقه الرئيسية.
ختاماً، يمكن تلخيص فتوى المسلمين بشأن تناول لحم فرس النهر بالتأكيد على أهمية التحقق من سلامتها وعادات التعامل بها قبل تناوله، خاصة وأن هناك اختلافات محتملة داخل الأعراف المحلية والعادات المستند إليها أثناء عملية اصطياد واستهلاك اللحوم المختلفة بما فيها تلك الخاصة بفارس مياه نهرنا.