في مرحلة متقدمة من الحمل مثل الشهر الخامس، يبدأ البيئة داخل الرحم في تقديم الدعم بشكل أكثر دقة لتغيير شكل وحجم الطفل المتنامي. بحلول هذا الوقت، ينمو الجنين بسرعة وبشكل ملموس ويكون بإمكانه التحرك بحرية نسبياً. أحد الأمور الهامّة التي تتغير هو وضع الرأس بالنسبة إلى باقي الجسم.
عادةً ما تكون حركة رأس الجنين أثناء وجوده في رحم الأم هي الأكثر شيوعاً بين الحركات الأخرى. يرجع ذلك جزئياً إلى الطريقة التي يتم فيها توجيه البطن نحو الأعلى لأسباب بيولوجية. عندما يصل الحمل إلى الشهر الخامس، فإن رأس الجنين عادة ما يكون موجه نحو أسفل الرحم وهذا أمر طبيعي جداً. هذه الوضعية تُعرف باسم "الوضع القذيفي"، وهي الوضعية المعتادة للجنين قرب وقت الولادة.
بالإضافة إلى القدرة على الحركة، يمكن للجنين أيضاً البدء في الاستجابة للأصوات الخارجية والتغيرات البيئية. قد يشعر الأبوان بأن طفلهما يستجيب للمس أو الضوضاء الصاخبة. ومع استمرار نمو الجنين وتطوير نظاماته العصبية، ستكون هذه التجارب جزءا أساسيا من التواصل المبكر بين الوالدين وطفلهما قبل ولادته حتى.
من المهم ملاحظة أنه رغم الطبيعية العامة لهذه العملية، إلا أن كل حمل فريد وقد يوجد بعض الاختلافات الفردية فيما يتعلق بمكان وكيفية تحرك الجنين. إذا كانت هناك مخاوف بشأن النمو أو الصحة العامة للجنين، يُوصَى باستشارة محترف رعاية صحية مؤهل للحصول على المشورة المناسبة.