تفسير مستحيل نزول الله على هيئة بشر وفقاً للشريعة الإسلامية

الحمد لله الذي لا يُماثل أحدٌ جماله، ولا يقارب مجده أي خالق آخر. إن الاعتقاد بأن الله عز وجل يمكن أن ينزل على الأرض بتجسدٍ بشريٍ هو محض افتراء وتدنيس

الحمد لله الذي لا يُماثل أحدٌ جماله، ولا يقارب مجده أي خالق آخر. إن الاعتقاد بأن الله عز وجل يمكن أن ينزل على الأرض بتجسدٍ بشريٍ هو محض افتراء وتدنيس لعبادة الأحد الأزلي، الخالق الرحمان الرحيم.

هذا الاعتقاد يعكس جهلاً عميقاً بطبيعة العلاقة بين الرب والخلق، وبطبيعة الذات الإلهية المقدسة التي تشهد الوحي أنها فوق فرضيات البشر وقوالب التصورات البشرية. يقول الحق سبحانه: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". هذا التأكيد القرآني يدحض بشكل قاطع أي محاولة للتشبيه أو التمثيل، مما يؤكد وحدانية الله المطلق وعدم التشابه معه لأي مخلوقات.

إذاً، عندما يسأل بعض الأشخاص حول قدرة الله على التحول لتجسّد أرضي، يجب ردهم بنفس بساطة الأصل: الله أعلى بكثير من الانقياد لهذه الأفكار الإنسانية المحدودة. "هل تستطيع الشمس أن تصبح قطرة ماء؟"، بهذا المنطق البديهي نجيب! فالقدرة الإلهية ليست مجرد امتداد لمجموعتنا المفاهيمية الضيقة للأفعال المعروفة لنا. إنها غنية وكاملة بدون حدود، شاملة لكل ماهو ممكن وليس فقط لما هو متوقع أو مرئي. ومع ذلك فهي محصورة خارج نطاق الأحكام والأفعال غير المنطقية وغير الواقعية - بما فيها تلك التي تدعو تجلى الآلهة بطرق تخالف طبيعتها الأصلية.

كما ذكر الشيخان العظيمان ابن تيمية وابن القيم، يتناول الإسلام الأمر بحزم شديد؛ فالإله الأعظم ليس عرضة للتغيرات الدنيا، ولا ينضم لحالات قابلة للتحلل والتغيير الموضوع تحت سيطرة الظواهر الطبيعية الدنيوية. إنه القدوس الأعلى، الدين اليقين، الملك الرحمن الرحيم.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog Postagens

Comentários