في الإسلام، يتم التأكيد على أهمية الإنفاق على الأطفال المحتاجين من جانب الآباء. إن واجب النفقة على أبنائهم هو أمر محدد وإجماع بين جميع علماء الدين الإسلامي. وفقاً للسنة النبوية الشريفة، "كل نفس مرعية وكل واحد منها مسؤولة"، يشمل هذا الحديث الرسول الكريم الفرد الذي لديه مسؤولية تجاه أفراد أسرته، وفقاً للتفسير القرآني لـ "كفى بأن الإنسان لرعيته مسئول".
بالنظر إلى حالة الاستشارة المقدمة، حيث يبدو أن الأب قد تخلى عن دفع النفقة منذ سن مبكرة من حياة ابنته، مما أدى إلى فترة طويلة بدون أي دعم مادّي لها. رغم ذلك، لا يمكن مطالبة الأب بالنظر إلى الخلف واستعادة فترات سابقة غير المدفوعة من النفقة؛ لأن النفقة للأطفال ليست دينًا مستحقًا مثل ديون أخرى مثل ديون الزوجة والتي تستمر حتى مع مرور الوقت طالما كانت هناك حاجة إليها.
ومع ذلك، إذا تكفل جد الأم بدفع النفقة نيابةً عنه وكان يقصد استرجاع تلك التكاليف لاحقًا من الأب، حينها يحق له الحصول عليها بناءً على قاعدة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية. ولكن إن لم تكن هنالك مثل تلك التصريحات الواضحة حول نواياه، فمن العدالة عدم محاسبة الآخرين بسبب خطئه الشخصي.
بالإضافة لذلك، يؤكد التشريع الإسلامي أيضاً على ضرورة التساوي والعدالة بين الأشقاء في كافة جوانب الحياة بما فيها الماليات. وقد أكد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر قائلاً "اتقوا الله وعاملوا أولادكم بالمعروف."
وفي النهاية، تنصح الفتوى المستشير بعقلانية اتجاه مشاعر الكراهية المحتمَلة نحو أخواتهما نتيجة اختلاف المعاملة بينهن وبينه وبينهن، موضحه بأنه لا علاقة للمستشار بتقصيره الخاص بالأب وانما هما مجرد ضحية لسلوكه.