كيف يمكن الجمع بين التشاؤمية المستقبلية وحسن الظن بالله والتفاؤل؟

على الرغم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه"، يجب علينا أن نفهم هذا الحديث في ضوء آيات قرآنية وأحاديث أخرى تشدد

على الرغم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه"، يجب علينا أن نفهم هذا الحديث في ضوء آيات قرآنية وأحاديث أخرى تشدد على أهمية الثبات والإيمان بالقضاء والقدر الإلهي. يدور الحديث حول زيادة الشر في العالم بسبب قلة العلم وانتشار الجهل. ومع ذلك، فإن الإسلام يؤكد أيضًا أن الخير سينتصر دائمًا وأن نور الحق لن يختفي أبدًا.

يمكن تلخيص هذا الموضوع فيما يلي:

تفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

يعني الحديث بشكل أساسي أن المزيد من الناس قد يصبحون جهلاء وغير مدركين للإرشادات الإسلامية بينما تتزايد المعرفة العلمانية والأخلاق الضالة. هذا لا يعني نهاية الخير أو الفشل المطلق للممارسات الأخلاقية والتعليمية الصحيحة. هناك فهم خاطئ يمكن أن يؤدي إلى اليأس إذا أخذت هذه العبارة حرفيًا.

الأمل والثقة في القضاء والقدر:

يقول القرآن الكريم: "إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف:87). يحثنا الله سبحانه وتعالى هنا على عدم الاستسلام وعدم فقدان الأمل، خاصة عندما تواجه المجتمعات مثل هذه التحديات التي تمت مناقشتها سابقاً. ولذلك، ينبغي لنا كمؤمنين أن نحافظ على ثقتنا الراسخة بأن حكم الله القدري شامل وممتد عبر جميع الأوقات والمواقع المختلفة.

الدعم بالأحاديث الأخرى:

لقد أكد الصحابة رضوان الله عليهم، بما في ذلك أبو هريرة وابن مسعود والعباس بن مرداس -رضي الله عنهم جميعاً- على ضرورة عدم الانخراط في التشائم بناءً على مجرد مجرد كلام بسيط مثل هذا الحديث الشريف بمفرده. حيث كانوا مصرين على التأكيد بأنه سيظل يوجد دائماً مجموعة صغيرة ممن يبقى لهم إيمان راسخ بحقيقة دين الإسلام ويتمسكون بتعاليمه مهما كانت ظروف الحياة صعبة. وفي الوقت نفسه، تحتوي العديد من الروايات الأخرى داخل السنة النبوية المطهرة والتي توضح بوضوح انتصار العدالة والحكمة قبل حلول الساعة الأخيرة. مثال واحد فقط لهذه الأمثلة المبهرة هو قصة ظهور إمام عادل اسمه مهدي سيقود العالم نحو الوحدة والسعادة النهائية. بالإضافة لذلك، سيكون للعيسي المسيح دور بارز حيث يقوم بإحلال نظام عالم جديد يتميز بالعراقية والقسطاس وسيكون الجميع تحت سلطاته يسير وفق القانون الواحد وهو دستور الحق والخير والنصح السامي. علاوة علي ذلك، سوف تستقر الأمور وستحل سلامة تسود الدنيا خلال عصر خلافة بني هاشم حسب الحديث النبوي المجيد التالي : 'سيصير أمركم خير'. وقد حدث بالفعل الكثير مما ذكر سابقا مما تحقق وفق توقعات نبينا محمد صلى اله عليه وسلم .

الخاتمة:

بالنظر لكل التفاصيل المقدمة اعلاه ،يتبين انه رغم تصاعد مظاهر سوء الوضع الحالي عالمياً نتيجة لتدهور مستوى معرفتنا بالإسلام وانحساره التدريجي وسط بركان العلوم الحديثة والمعارف الإنسانية الجديدة ، إلا إنه لا يزال هنالك مجال كبير لأمل صادق وخافق قلبيه ضمن أجواء ترسخت بها روح الاسلام بروحه الاصيلة الحقيقية سواء دخل ذلك ضمن اطار مجتمع صغير اوحتى لاعب رئيسي فى تقرير مصائر الامم والشعوب عامة . وظائف ربنا رب العالمين باقية ومتجددة للأبد مادامت تلك العقائد والعادات سنوات الضميره البشرية قائمة وإلى حين مجيء علامات الساعة الاخيرة . فلنحمل هموم الآخرين وليكن نبع الطاقة لدينا دائما متجددا متفاعلا تجاه قضاياهم وهمومهم العالمية انطلاقا من مكان مقدس للغاية وهو حب وطاعة مرضاة مولانا جل وعلى حتى يرث أرض هؤلاء المنافقين الذين تخاذلوا عن القيام بدور فعال لمن م أدركوا خطورة مرحلة تاريخ امة اسلامية تمر فيها بيوم عصيب مليئ بالمفارقات والدروس التاريخية المغلفة بغلاف سوداوى ثقيل !! فتذكر جيداً يا اخي الدعاء المبارك :"اللهم ارزقنا حسن الظن بك". فإنه سر نجاح أي مشروع حياة مبنية اساساتها فوق واحة يقينية صادقه ذات جذور ثابتة تجتاح اي ريا


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات